خلال أمسية ثقافية استضافها ملتقى الأدب..

أحمد مراد من الشارقة: لا أواصل فى كتابة أى نص ما لم أشعر معه باللذة

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 01:17 م
أحمد مراد من الشارقة: لا أواصل فى كتابة أى نص ما لم أشعر معه باللذة أحمد مراد فى الشارقة
رسالة الشارقة أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
3023-أحمد-منصور
للكتابة لذة لا يتذوقها إلا من داوم عليها، وعمل على ملازمتها، حتى صارت همه الذى يشغل جل تفكيره، هذا الأمر قاد إلى طرح العديد من التساؤلات فى الأوساط الأدبية، التى تدور حول ظاهرة الابتهاج بالنص الأدبى، ومدى إمكانية الكاتب الاحتفاء بما خطه يراعه من إبداعات وروائع، والكيفية التى يتم بها هذا الابتهاج.
 
جميع هذه المحاور وغيرها نالت حظها من النقاش فى الأمسية الثقافية التى استضافها ملتقى الأدب ضمن فعاليات الدورة الـ 36 من معرض الشارقة الدولى للكتاب، تحت عنوان "بهجات من لذة النص إلى عذوبة الإبداع"، واستضافت كلاً من الروائى السعودى الدكتور محمد حسن علوان، والروائى المصرى أحمد مراد، وأدارها الشاعر محمد أبو عرب.
 
وبدأ أحمد مراد حديثه بالتأكيد على أنه لا يغوص فى أعماق أى نص إبداعى ولا يستمر فى إنجازه، ما لم يجد فيه الشعور باللذة والاستمتاع، لافتاً إلى أهمية أن يكون كاتب النص قارئاً جيداً قبل أن يكون كاتباً، لكون القراءة تضيف للراوى والمؤلف الكثير من المفردات والأفكار التى تكتمل معها جماليات النص.
 
 
وأضاف أحمد مراد، التحدى الكبير الذى يواجهنى أثناء كتابة أى نص يتمثل فى إمكانية قدرتى على المحافظة على حالة الشغف والتشويق التى يصنعها النص فى مخيلة القارئ، بجانب الوصول إلى ما أود كتابته وأعبر عنه ضمنياً، حيث هنا تكمن عبقرية الكتابة، وأعنى بذلك تحقيق لذة الكتابة مع جذب القارئ وتحفيزه على إكمال النص، واعتبر أن احتفاظ العمل برونقه وسحره على امتداد سنوات طويلة هى من أهم مؤشرات نجاحه.
 
ومن جانبه قال الدكتور محمد حسن علوان، أرى أن رواية موت صغير هى من أكثر أعمالى التى شعرت معها باللذة، وبالرغم من أنه يعتبر من أكبر أعمالى حجماً، وبلغ هذا الاستمتاع أعلى درجاته، حتى شرعت فى صباح أحد الأيام لمواصلة كتابتي، لاكتشف بعدها أننى قد أنهيت العمل فى الليل ودفعت به إلى الناشر، فـ"موت صغير" هى من الأعمال التى تمنيت ألا تكتمل فصولها، وأن أظل مواصل فى سرد أحداثها، ومن جانبى أعتبر أن ممارسة الكتابة فى حد ذاته أعلى درجةً من اللذة، وأنظر إليها على أنها جلسات علاج اختياري، أحرص دائماً على القيام بها، فلولا الكتابة لما استطعت على تكاليف الحياة.
 
وحول سؤال أثارته الجلسة عن اللغة المستخدمة ودورها فى الوصول إلى اللذة قال أحمد مراد، اللغة هى الوعاء الرئيسى الذى يستوعب فكرة النص، والتى من خلالها يتم ترجمة السيناريوهات، وهى بالنسبة للكاتب بمثابة عصا الساحر التى يصعب عليه التحرك بدونها، كما أنها مثل سيف ساموراى فكلما زاد صهرها زاد لمعانها وثرائها وبريقها، وفى كتاباتى أهتم كثيراً بالبحث فى اللغة العربية لإيجاد مفردات تتناسب مع طبيعة النص، والبيئة التى أنتجته، كما حدث فى رواية الفيل الأزرق التى دفعتنى إلى إجراء عمليات بحث موسعة فى مكتبات متخصصة فى الطب النفسي، وزيارات عيادات طبية ومستشفيات فى هذا المجال. 
 
ومن جانبه كشف محمد علوان أن علاقته مع اللغة تعتبر علاقة حب وكراهية، مضيفا يعود ذلك إلى أن أول محاولاتى فى الكتابة كانت عن طريق الشعر الذى كنت أعتبره الجنس الأدبى الوحيد الذى سأكتب به، وعندما حاولت الدخول إلى عالم الرواية لم استطع التخلص من اللغة الشعرية فى كتابة السرد، وهو ما أدى إلى إثارة نقاش كبير حول الأسلوب الذى كتبت به روايتى الأولى "سقف الكفاية" حيث اعتبرها البعض فتح جديد فى الكتابة، فيما اعتبره البعض الأخر خروج عن السياق المألوف وتشويه للأسلوب السردي".
وأضاف علوان، وفى روايتى الثانية صوفيا، التى صدرت فى العام 2004 لم استطع أيضاً الخروج من الأسلوب الشعري، الذى لاحقنى أيضاً فى طوق الطهارة التى صدرت فى العام 2007، قبل أن تأتى القندس بأسلوب مختلف عن الثلاث روايات الأولى، حيثُ كتبتها بأسلوب ساخر أو ما يعرف بالكوميديا السوداء، وحاولت فيها التحدث بأسلوب جديد والتخلص من لغة الشعر، والذى لا أعتبر نفسى قد نجحتُ فيه إلى فى موت صغير.
103A3763
 
وحول أكثر اللحظات التى يصل فيها الكاتب إلى اللذة والاستمتاع أشار مراد إلى أنه يصل إلى هذه الدرجة عندما يجد أن أحد نصوصه أثار فى شخص غير مهتم بالكتب شغف القراءة، أما علوان فيعتبر أن التفاعل والنقاش المباشر مع الجمهور من خلال وسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعى من أكثر الأشياء التى تُشعر الكاتب بقيمة ما يكتب سواء أن كان النقاش حول النص المطروح سلباً أو إيجاباً، ولفت إلى أن هذا النوع من التواصل مع القراء يبرز فى كثير من الأحيان جوانب لم يفطن لها الكاتب من قبل.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة