دكتور خالد مصيلحى يكتب: مهارات التواصل لدى الطبيب مع المريض أساس نجاح أى علاج

بالرغم من قوة فاعلية معظم الأدوية ورغم التطور الرهيب فى مجال صناعة الدواء، ولكن كان هناك دائما سؤال حائر فى الأذهان لماذا هذه الأدوية والعلاجات تنجح مع البعض وتفشل مع الآخر رغم تشابه الحالات والأعراض، مما جعل توجه الأبحاث الحديثة فى المجال الطبى تنصب فى المقام الأول لدراسة أسباب ومقومات نجاح وفشل العلاجات المختلفة، خاصة بعد التطور السريع فى مجال صناعة الدواء وزيادة فاعلية الأدوية المختلفة، وبالرغم من ذلك فإن بعض المرضى لا يستجيبوا لهذه العلاجات.

وأكدت هذه الأبحاث أن الثقة المتبادلة بين المريض والطاقم الطبى ولغة التواصل أصبحت ركيزة أساسية لنجاح أى علاج وليس فاعلية الدواء وحده، وفى اطار هذه التوجهات الحديثة أكد د. عارف العابد المحاضر الدولى والمؤسس والرئيس التنفيذى للأكاديمية الدولية للتدريب الطبى بلندن أن الصيدلى والطبيب وجميع العاملين بالمجال الطبى لا بد أن يصقلوا شخصيتهم بمهارات عديدة تساعد على بناء جسور للثقة والتواصل بين المريض من جهة والصيدلى والطبيب من جهة أخرى، مما ينعكس تأثيره على تقبل المريض للعلاج والارتياح نفسيا له، وبالطبع يسهم لحد كبير فى نجاح العلاجات المختلفة.

وقسم د.عارف شخصيات المرضى لأنواع مختلفة منهم من يريد معرفة كل التفاصيل الدقيقة لحالته أو علاجه، ومنهم من يريد أن يعرف المطلوب فقط باختصار ومنهم من يكون اجتماعيا ويريد أن يتحدث فى جو من الصداقة مع الطبيب ويتطرق لمواضيع لا تمت لحالته بصلة، وقد يتسبب فى إضاعة وقت الطبيب أو الصيدلى لو لم يدركوا كيفية التعامل مع هذه الحالات، ومنهم من يريد دليل أو برهان لكل كلمة ويريدها بدقة شديدة.

وقال د.عارف إن أساليب التعامل مع كل نوع لا بد أن يكون بحرفية ومهارة بحيث لا يفقد المريض الثقة فى الطبيب أو الصيدلى، وفى نفس الوقت لا يتسبب المريض فى إضاعة الوقت أو تشتيت الطبيب أو الصيدلى، وهذه المهارات لا بد أن يدرسها كل العاملين فى الحقل الطبى، لأنها أصبحت من أساسيات الصيدلى والطبيب الناجح، وأكيد من اساسيات نجاح أى علاج ومن أهم هذه المهارات التى تساعد أى طبيب أو صيدلى فى نجاحه هى مهارات التواصل واتخاذ القرار والقيادة وإدارة الوقت والعمل تحت ضغوط والثقة بالنفس والمرونة فى التعامل وحل المشاكل والتعاطف ومهارة التحدث مع كل أنواع الأشخاص.

وأكد د. عارف العابد أن هذه المهارات من أساسيات النجاح فى أى وظيفه بالمجال الطبى، وأصبحت من أساسيات المقابلات الشخصية لانتقاء الأفضل للعمل بالمجال الطبى بالعالم كله، وأكد د. عارف ضرورة أن يصقل الخريجين بالمجال الطبى شخصياتهم بهذه المهارات وضرورة تصميم خطة مستقبلية لتطوير نفسه ووضع أهداف محدده بإطار زمنى وقابلة للتنفيذ والقياس قبل اقتحام سوق العمل، لضمان نجاحه فى مجاله، ويعتبر هذا التوجه بعد تأكيد بعض الدراسات أن أحد أهم أسباب فشل بعض العلاجات هو فقدان الثقة المتبادلة بين المريض والصيدلى، لعدم وجود هذه المهارات لديهم وفقدان التواصل والتعامل بحرفية ومهارة معهم. والجدير بالذكر أن هذه الندوة كانت ضمن فعاليات ملتقى الخريجين بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، والتى نظمها طلاب الفرقة الخامسة أمس تحت إشراف وبدعم من الجامعة.