اشتهرت مصر في فترة الأربعينات والخمسينات، وحتى الستينيات، بتقديمِ جميلاتٍ للسينما العربية، تربعن على عرش الفن العربي لسنواتٍ عديدة، وكان للشاشة الفضية ذات اللونين الأبيض والأسود طابع خاص؛ بسبب تألق هؤلاء النجمات اللائي برعنَ في أدوارهن، وكان لأدائهن المميز دور مهم في عرض صورة مُبهرة للفن المصري حتى يومنا هذا.
هي خليط رائع من كل نجمات الزمن الجميل، إلا أنها تفوقت عليهن جميعًا بما امتلكته من موهبةٍ فاقت كل التوقعات، وبما اختصها بها وحدها المولى عزّ وجل من حضور طاغي، وشخصية خلابة، ووجه ملائكي، وأخيرًا وليس آخرًا صوت لا تُضاهيها فيه أي مطربة أخرى، فقد كان لصوتها طابع خاص جدًا، وكأنه علامة مُسجلة تفردت بها وحدها دون غيرها من مطربات عصرها، فقدمت في أعمالها التمثيلية روائع طربية تَغنّى بها القاصي والداني على مر السنين، هذا بالإضافة إلى أعمالها المنفردة من الأغنيات الجميلة التي شدت بها لمصر، وأغنيات أخرى حملت الطابع الرومانسي وكانت لها أصداء واسعة سحرت عالمنا العربي من مشرقه إلى مغربه.
إنها الموهوبة حقًا، جميلة الجميلات دلوعة السينما المصرية المبدعة شادية، منذ أنْ اكتشفها المخرج الكبير أحمد بدرخان وقدمها في فيلم "العقل في أجازة"، وهي تشبثت بهذه الفرصة الذهبية ولم تتركها تفلت منها أبدًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة