صور.. أشهر شيف سورى فى المنيا: لم أشعر لحظة بأننى غريب فى مصر

"الوطن هو الوطن" دموع متحجرة فى أعين شاب سورى ذاع صيته فى محافظة المنيا، ليصبح أشهر صانع طعام بالمحافظة، يتسابق عليه أصحاب المطاعم لعمل الأكل السوري، ورغم تأكيده أنه يعيش بين أشقائه، ولم يشعر بأنه فى غربه منذ أن ترك سوريا بحثا عن لقمة العيش والإنفاق على أسرته بسوريا، إلا أنه مازال يريد العودة إلى أحضان بلاده.

يقول محمد يزن، وشهرته أبو عمر لـ"اليوم السابع": "خرجت من سوريا منذ 5 سنوات، قاصدا مصر سعيا خلف لقمة العيش، بعد أن تقطعت بى السبل فى بلادى سوريا، وأصبحت بلا عمل وشعرت بأننى عبئا ثقيلا على اسرتى ، كان عمرى فى ذلك الوقت 17 عاما، قررت أن آتى لمصر واعمل بها ولم يكن لى أصدقاء بها ولا إقامة، ولكن ما وجدته من كرم أهلها وترحابهم بنا كسوريين دفعنى للتفكير فى عمل مطعم أو العمل بأحد المطاعم، وأحقق ذاتي لأتمكن من الإنفاق على أسرتى فى سوريا بعد تردى الأحوال هناك".

وأضاف: "كانت بدايتي فى القاهرة وقضيت فيها بعض الوقت، ثم قررت ان انزل محافظة المنيا، خاصة اننى وجدتها محافظة بكر لا يوجد بها مطاعم سوريه كثيرة ، وبذلك سوف انجح هناك، حزمت حقائبى ونزلت إلى المنيا والتقيت بأحد الأشخاص وطلب منى أن اعمل معه فى مطعم ونطلق عليه اسم سوريا ليكون جاذبا للمواطنين، وبالفعل تم افتتاح المطعم، وبعد مرور الوقت قررت أن أعود مرة ثانية الى القاهرة"، وتابع قائلا إنه فى أحد الأيام اتصل بى احد الأصدقاء بالمنيا، وطلب منى العودة لافتتاح مطعم آخر، ومن هنا ذاع صيتى فى المحافظة، وكانت نقطة الانطلاق وأصبحت أشهر شيف للمأكولات السورية بالمحافظة.

يقول محمد، كان لابد ان نختار اسم للمطعم غير اسم سوريا، ولذلك أطلقنا عليه اسم "طاربوش للمأكولات السورية"، وبعد إنشاء المطعم بعدة أيام بدأت الزبائن يقبلون علينا، وأصبح المطعم أشهر المطاعم فى المنيا، وأنا أشهر شيف فى المحافظة، وقال الزبائن اننى استطيع ان اصنع من الفسيخ شربات.

وأضاف محمد، لم أجد صعوبة كبيره فى التميز، رغم أن أسعار الإيجارات مرتفعة لكن المنيا بها أشخاص يحبون الطعام المميز، وكانت الأكلات السورية بالنسبة لهم شىء جديد خاصة مع الصنعة الجيدة، وأضاف أن المطعم يشبه احد المطاعم الموجودة فى سوريا، ويقدم نفس الأكلات، وأوضح أن زبائننا من العرب والمصريين، وهم يفضلوننا لأننا مجموعة من الشباب السوريين والمصريين قررنا أن نقدم شىء مميز يجذب الناس.

وأوضح محمد: "إننى تركت سوريا رغم أن بها عائلتى وأتواصل معهم فقط عن طريق الإنترنت"، وأقوم بإرسال المال لهم لمساعدتهم على ظروف الحياة الصعبة، وأشار محمد إلى أن العمل فى مصر ليس صعبا لهذه الدرجة، ولكن علينا فقط أن نكون متميزين ونختار ما يحبه المواطن، وأضاف أشعر بالحزن على الشباب الذى ينتظر وظيفة حكومية، فقد تكسب المال الكثير من مشروع صغير وسوف تحقق نجاح كبير به.

واستطرد محمد قائلا، أتمنى العودة لأحضان بلادي وأسرتى رغم أنى لا أشعر بالغربة فى مصر، وأشعر بأننى فى بلدى، لكن حنينى للوطن أصبح كبيرا وحزني عليه كبيرا، وأتمنى أن يعود الاستقرار من جديد لسوريا حتى يعود شبابها إليها.