أكد الدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة الأسبق، أن تأثر قطاع الزراعة بتغيرات المناخ وصل لدرجة كبيرة من الخطورة، وسيزداد تأثره فى السنوات القادمة حتى 2025، خاصة مع الكثافة السكانية التى وصلت لها مصر على نفس الموارد وحجم الأراضى القديمة.
وأضاف أبو حديد خلال محاضرته فى الدورة التدريبية لرفع الوعى بقضايا التغيرات المناخية، أنه بالرغم من أن التغيرات المناخية تؤثر على مصر بشكل كبير، ولكن تنوع مناخها يجعلنا نتحايل على تلك التغيرات وتكييفها لصالح إنتاج الغذاء، ولكن بالتخطيط والدراسة العلمية واستخدام تكنولوجيا الزراعة والرى.
ولفت أبو حديد إلى أن التغيرات المناخية كانت سبب فى ارتفاع أسعار الحبوب فى السوق العالمى، مشيرًا إلى أن الزراعة تشكل جزء كبير من الدخل القومى فى العديد من الدول، عدا الدول شديدة الفقر أو المتقدمة جدًا ومثال على ذلك دولتى "جيبوتى واليابان".
وأوضح أبو حديد، أن الحل لمواجهة التغيرات المناخية هو عمل مشروعات ضخمة فى الزراعة والاستصلاح الزراعى وليس الاعتماد على الـ5 والـ10 فدادين للمزارع الصغير لكى نصل إلى الاكتفاء الذاتى الذى تحتاجه مصر، بالإضافة إلى تكاتف جهات الدولة ومراكز بحوثها، ومنهم مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية والمعمل المركزى للمناخ الزراعى، مشيرًا إلى أن تلك الجهات باستطاعتها توفير بيانات ومعلومات حول الظواهر الطبيعية، وتفعيل دور بنك ومركز معلومات التغيرات المناخية، الذى أنشأ عام 2009 لكى يستطيع متخذى القرار أن يخرجوا بمشروعات قومية تفيد المواطن المصرى.
كما أشار أبو حديد إلى أن نسبة كبيرة من الأراضى الزراعية على مستوى الوطن العربى تتعرض للتدهور والتآكل بداية من نسبة 6% إلى 45% مثل "فلسطين وجيبوتى"، مضيفًا أن الجفاف المائى الذى يؤثر على الزراعة نسبته تتراوح من 1 إلى 28% فى حالة مثل دولة الكويت أما فى مصر فنسبة 1%، خاصة أن النقص فى المياه والجفاف يتزايد مع التغيرات المناخية، حيث ستصبح الدول الجافة أكثر جفافًا والدول الرطبة أكثر رطوبة، وهذا يجعلنا نطمئن على منابع نهر النيل، لأنها دول رطبة، والمناطق المتوقع أن يحدث فيها شح مائى هى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذى من المتوقع أن تظهر آثاره بقوة عام 2025.
وذكر أبو حديد أنه بالعلم الحديث يمكن أن نحول النقمة إلى نعمة والاستفادة من التغيرات المناخية والظواهر المناخية الجامحة التى أصبحت تظهر كثيرًَا فى الأونة الأخيرة ضاربا مثل كظاهرة السيول التى تسقط فى البحر الأحمر، ورغم أنها مدمرة إلا أنه يمكن أن تكون وسيلة لتخزين المياه وتحويلها من ظواهر مدمرة إلى ظاهرة مفيدة ويمكن هذا فى كل الظواهر بمصر والوطن العربى، كما ذكر أن مصر لديها إمكانيات ضخمة لاستخدام مناخها فى توليد الطاقة من الطاقة الشمسية بالصحراء الغربية وتوليد الطاقة من الرياح فى الصحراء الشرقية.