محيى الدين جاويش يكتب: مدارس "برية لا صيفر" عنوان الأزمة

السبت، 25 نوفمبر 2017 08:00 م
محيى الدين جاويش يكتب: مدارس "برية لا صيفر" عنوان الأزمة تلاميذ فى مدرسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أيام عرض الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه مشكلة قرية " برية لاصيفر" بمحافظة كفر الشيخ التى تعانى من عدم وجود مدارس بالرغم من أن جميع أبنائها فى مراحل التعليم المختلفة.. والقرية حتى وقت قريب كانت بها ثلاث مدارس منها معهدان ازهريان تم هدمهما ليشرد حرفيا عشرات الأطفال الذين يسيرون فى القيظ والمطر عشرات الكيلو مترات يومياً فى طريق خطرة بعد نقلهم إلى مدارس اخرى فى قرى بعيدة كحلٍ بديل ووحيد لمشكلتهم الكبيرة .. وبالمصادفة أجرت صحيفة يومية تحقيقاً عن الموضوع أيضا وعرضت بالصور كيف تحولت مواقع المدارس التى هدمت إلى مقالب للقمامة ومرابط للحيوانات .. كما تناولت حكاية الوعود والقرارات الإدارية ومشاكل الميزانيات التى أوقفت وعطلت بناء المدارس فى القرية التى يشفع لها أنها واحدة من القرى التى نجحت فى القضاء على الأمية بشكل كامل .

المشكلة فى قرية برية لا صيفر هى عنوان لأزمة كبيرة جدا نعيشها وهى قلة المنشآت التعليمية فى الأقاليم أو إهمالها فى أحسن الأحوال فالقرى والنجوع والكفور فى الوجهين القبلى والبحرى تتشارك فى المدارس وهى أصلا لم تجهز لذلك، كما أنها مصممة لتكون ذات سعة محددة لا يمكن تجاوزها، وهذا الأمر من جهة أخرى يخلق أزمات جديدة بداية من مشكلة التكدس وانتهاء بمشكلة التسرب من التعليم أخذا فى الاعتبار أن أغلب المدارس الموجودة فى القرى تحتاج إلى صيانة وترميم .

الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء فى تقرير أصدره لأول مرة فى مصر العام الماضى تناول أوضاع البنية التحتية والخدمات فى 4655 قرية هى عدد القرى فى أنحاء مصر، قال إن نحو 60% من القرى تحتاج إلى إنشاء مدارس وأوضح التقرير أن المدارس الثانوية موجودة فى 18.2% من القرى المصرية فقط أضف إلى ذلك أن وزارة التربية والتعليم أكدت العام الماضى أيضا أن 42% من المدارس الحكومية تعمل بكثافة أكبر من الكثافة المعيارية، وأن 18% من المدارس الحكومية تعمل بنظام تعدد الفترات وانها تحتاج إلى بناء 53034 فصلًا للقضاء على مشكلة الكثافة بالفصول الدراسية .

 

اعتقد أن المشكلة برغم ضخامتها تتوفر لها حلول عدة أهمها إعادة النظر إلى خريطة البنى التعليمية فى المحافظات وإعطاء الأولولية للمناطق الأقل توزيعاً ومحاسبة الجهات المسؤولة عن عدم بناء وصيانة المؤسسات التعليمية وتحميل مقاولى تلك المشروعات كلفة التاخيرواستئجار مبانٍ مناسبة بصفة مؤقتة فى زمام القرى التى هدمت مدارسها أو أزيلت لسبب أو لآخر لحين إنشاء مدارس جديدة، وكذلك يمكن تفعيل البرنامج القومى لبناء المدارس والذى سيكون حلًا حقيقًا للمشكلة، لا سيما وأن أصواتا حكومية تحدثت عن هذا البرنامج لكنه لم يرى النور إلى الآن.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة