فيما يشبه الانقلاب العقلى كشف الرئيس الإيرانى حسن روحانى عن تحولاته الجذرية واضعا مشهد النهاية فى مسلسل الاعتدال الذى أخرجه باقتدار فى السنوات الأخيرة وتحول إلى محمود أحمدى نجاد جديد، بعد بدأ فى استخدام الألفاظ النابية والشتائم، متطاولا على أعرق وأكبر منظمة إقليمية، واصفا جامعة الدول العربية بأنها منظمة "متعفنة ومترهلة".
روحانى يشتم ويسب
شتم "المعتدل" روحانى خلال كلمة نقلها التلفزيون الإيرانى الجامعة العربية بقوله: "بينما نجحت شعوب المنطقة فى التصدى لـ"داعش"، اجتمع وزراء خارجية منظمة متعفنة ومترهلة وقديمة وعديمة الأثر، وعبروا عن أسفهم لنجاح الشعب اليمنى فى إخراج صاروخ من المستودعات، وضرب الرياض بعد عامين ونصف العام من جرائم السعودية وقصفها لليمن، على حد قوله.
الرئيس حسن روحاني
وشهدت الأمانة العامة للجامعة العربية اجتماعا وزاريا على مستوى وزراء الخارجية مساء يوم الأحد الماضى تمخض عن أقوى بيان تصدره الجامعة فى تاريخها على الإطلاق يندد ويدين السلوك الإيرانى وتدخلات طهران فى الإقليم.
وتابع روحانى فى كلمته التى نشرها الموقع الرسمى لمؤسسة الرئاسة الإيرانية صباح الثلاثاء الماضى: "اجتمع وزراء خارجیة جامعة الدول العربیة ویعربون عن أسفهم لرد الشعب الیمنی بعد مضی عامین ونصف عام من العدوان علی هذا الاعتداء المستمر ویأسفون لقصف الشعب الیمنی الریاض"، على حد زعمه.
حائط الصد العربى
تشير لهجة روحانى الجديدة فى الخطاب إلى افتقاده البدائل السياسية فى مواجهة حائط الصد العربى السياسى الذى انطلق من وسط القاهرة حيث الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ولو كانت جامعة الدول العربية غير فعالة كما وصفها "المعتدل" لكن الاحرى به تجاهلها من الأساس وعدم إفراد مساحة لها من خطابه السياسى.
اجتماع المجلس الوزراى
وواصل خطابه قائلا: "أین کانت جامعة الدول العربیة عندما کان الشعب العراقی یعانى من تنظیم داعش وکان الشعب السوری یحارب تنظیم داعش فی حلب ودیر الزور وکان الشعب الیمنی تحت قصف سعودی مستمر وکان الشعب اللبنانی یعانى من الإرهابیین؟ أین تکون جامعة الدول العربیة بالنسبة إلی الظلم الصارخ بحق الشعب الفلسطینی؟".
واختتم روحانی خطابه بالقول: "ألیست شعوب العراق وسوریا والیمن جزءا من العالم العربی؟ کل هذه الإجراءات تدل علی أهمیة استقلالنا وتأمین القوة الوطنیة والعسكریة والاقتصادیة والأمن الغذائی من جانب بعضنا البعض".
انتهاء حالة السيولة
المؤكد فى المرحلة المقبلة أن حسن روحانى تحول إلى محمود أحمدى نجاد جديد يخرج فى كل خطاب ولا يفند توجهات خصومه السياسيين بل يكتفى فقط بشتمهم وسبه كمثل سابق الرئيس المتشدد نجاد الذى يواجه الآن مخاطر تحديد الإقامة أو الإقصاء أو النفى أو الحبس مثل كل رئيس جلس على قمة السلطة التنفيذية فى قصر سعد أباد.
المؤتمر الصحفى لأمين عام الجامعة
ما لم يدركه روحانى أن الجامعة العربية بهذا القرار التاريخى وضعت حدا ونهاية لحالة الرخاوة والسيولة العربية الذى شهدتها فى السنوات الماضية على خلفية الربيع العربى وما تلاه، ويعنى ذلك ببساطة أن الدول العربية لم تعد منشغلة بمشاكلها الداخلية وتكاد تتفرغ لمواجهة الأخطار الذى تبثها إيران فى الإقليم.
وعليه يمكن القول أن إيران التى استمرت حالة الفراغ السياسى فى الدول العربية وعمقت من نفوذها وتواجدها بالملفات السائلة فى اليمن وسوريا والعراق ولبنان تواجه مرحلة جديدة، تكون فيها لحظات الحقيقة السياسية أصدق أنباء من الكتبِ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة