مع اقتراب الذكرى العطرة لمولد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يجدد المسلمون ميثاقهم دائما بطاعة الله وعهدهم مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بحبه والتأسى به، كما يذكرون صحابته الأبرار ( رضى الله عنهم ) واختاروا لأنفسهم أفضل معان الحب لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما جاهدوا معه لنشر الرسالة وهؤلاء الصحابة الأبرار ( رضى الله عنهم ) عندما صدقوا الإيمان والعمل الصالح فى طاعة الله، كما صدقوا الحب والتأسى بالرسول ( صلى الله عليه وسلم )، نجحوا رغم قلة عددهم وفى أعظم مراحل التاريخ إشراقا بجهادهم فى أن يخرجوا بأكثر شعوب الأرض من الضلال إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور، قرونا وأجيالا متلاحقة عاشوها بألفة القلوب وهم يدعون بالقدوة الحسنة للإسلام ويجاهدون بالعدل والإحسان لنشر الإسلام، ومنذ بشائر مولده كان الرحمة المهداة للمسلمين والعالمين منذ دعاء إبراهيم ( عليه السلام ) وقال تعالى : ( ربنا وأبعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) البقرة 129.
واستجاب الله عز وجل لدعاء إبراهيم ( عليه السلام ) لقوله تعالى : ( هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين ) الجمعة 2 .
والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بين للسلف الصالح ( رضى الله عنهم ) قيم الإيمان لتحقيق الوحدانية الحقة لله عز وجل وفطرة الإنسان قائمة على تلك الوحدانية لله.
وقال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الروم 30
وجاءت مواثيق الفطرة السليمة والطبيعة الإنسانية المستقيمة، وقال تعالى : ( وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) الأعراف 172.
والتاريخ الإسلامى المشرق يتجلى أمامنا اليوم ومنذ بشائر مولد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه الرحمة المهداة للمسلمين لقوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء 107
ولا يزال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) يمثل الإشراق الدائم للأمة والأسوة الحسنة
وقال تعالى : ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) الأحزاب 21
وبهذا الإشراق المتواصل نتأمل أخر وصايا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : تركت فيكم ما أن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا أمرا بينا كتاب الله وسنة رسوله . رواه مالك
وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة