فى يوم الخميس الماضى تم إذاعة حلقة عن حقائق وأسرار عملية الواحات الإرهابية التى استشهد وأصيب فيها عددا من أبطالنا فى الشرطه المصرية وكان الحوار مع الإرهابى المقبوض عليه فى العملية تحت قيادة الاعلامى عماد الدين اديب، ودار فى ذهنى عدد من الأسئلة من خلال متابعتى للحوار وحديث الإرهابى عن فكره وفكر الجماعه التى ينتمى إليها وهى :
ما الذى يجعل إنسان بكامل إرادته وعقله يذهب ليقتل الآخرين ويقتل نفسه ويقتل الأبرياء من أبناء الوطن ؟
وماذا هذا الشىء الذى يعمى بصيرته لدرجة أنه لا يرى إلا الدم والقتل والتفجير ؟
فى السطور القادمة ستكون الإجابة عن هذه الاسئله.
إن صناعة الإرهابى الذى يفجر نفسه بحزام ناسف أو سيارة مفخخة او ايضا قتل أبناء الوطن من الجيش والشرطه والمواطنين العاديين تحتاج لتدريب وغياب الوعي, وما يقال عنه غسيل المخ, وتدل بعض الدراسات على أن الحرمان الحسى هو أحسن الوسائل للحصول على غسيل المخ للإيمان بفكرة معينة, وقد يكون الحرمان الحسى كاملا مثلا وضعه فى الظلام, وعدم سماع أى أصوات والحرمان من الطعام أو الشراب, ولا مانع فى غرفة مغلقة تحت الماء, حتى ينهار الفرد تماما ويصاب بالهلاوس, وفقدان الوعي, وبعدها يصبح قابلا للإيحاء فيعطى الفكرة الجديدة لغسيل الأفكار القديمة, وبعد مدة يبدأ فى الاعتقاد فى المنظومة الفكرية الجديدة, ونبذ ونسيان المنظومة الفكرية القديمة.
فيبدأ القيادى فى تدريب التابعين على فكر دينى محدد, ويقلل بل يمنع أى أفكار أخرى أو منبهات للمخ تؤثر فى هذا المعتقد فتجده أولا يتبع مبدأ السمع والطاعة ولا يقرأ أى شيء بعيدا عن الدين أو الفقه, ويبتعد عن كل المؤثرات الخارجية من صحافة أو تليفزيون ويصبح هذا الشخص ينظر من أفق واحد نهايته الشهادة فى سبيل الله, ويشبه الحصان عندما توضع الغمة على جانبى العين حتى لا يرى إلا أمامه.
وهذا يدفعنى إلى سؤال آخر وهو كيف نواجه هذا الفكر الارهابى ؟
_لابد من تغيير شامل فى استراتيجية الخطب الدينية، وتكثيفها، إضافة إلى ضرورة التفسير الصحيح للآيات القرآنية، والحديث النبوى الشريف، والرد على الكتب التى يصدرها المتشددون، والداعمون للفكر التكفيرى والإرهابى بكتب أخرى تصدرعن الدعاة والرموزالدينية، والعمل على إقامة الفعاليات، والندوات التى تجتذب الناشئين، والشباب لإبراز المعنى الصحيح للجهاد، وضوابطه.
_ دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي: من خلال تكثيف حملات التوعية بالفكر الإسلامى الصحيح عبر هذه الوسائل، وجذب الشباب لها بالأساليب المبتكرةالتي، تبتعد عن أساليب النصح الرتيبة، والمملة التى اعتادهاالشباب، ومحاولة الحد من المواد التى تتضمن مشاهد عنف حتى لا تصبح أمرًا محببًا لنفوس البعض، ويعتاد عليها الناس.
وفى النهاية فإنه لا يمكن التصدى للفكر الإرهابى بالقوة الامنية فقط، وإنما بالقوة الفكرية من خلال التوعية الفكرية للمجتمع، والتنشئة الاجتماعية السليمة، والإعداد النفسى السليم للفرد، وبالتالى بناء العقول المستنيرة الواعية التى لايمكن زعزعة أمنها، ومبادئها مهما تضافرت عليها جهود الإرهاب، والفكر المتطرف.