د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: جرائم لا يُعاقب عليها القانون

الخميس، 02 نوفمبر 2017 04:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: جرائم لا يُعاقب عليها القانون داليا مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجميع يعلم أن قانون العقوبات يُعاقب على جريمة الاحتيال، ولكن للأسف، ليست كل التصرفات الاحتيالية يتم العقاب عليها، فمن يحتال على مشاعر الناس وعلى أحلامهم، ويتخذ من حلاوة لسانه وسيلة لاقتحام حياتهم، ويستغل نقاط ضعفهم ؛ لطعنهم فى مقتل، لا يتم مُحاسبته أو مُعاقبته قانونًا، فهذه الجريمة لم تُدْرَجْ فى قانون العقوبات، بالرغم من أنها من وجهة نظرى، لا تقل ضراوة ولا جسامة عن أفعال الاحتيال الأخرى، وإن كانت تفوقها كثيرًا، فمن يحتال من أجل المال أو المصالح، ربما كان فى حاجة ماسة إليها، وباستطاعته أن يُعيد هذه الأشياء لصاحبها ؛ حتى يتجنب العقاب، أو حتى ليريح ضميره، أما من يسرق المشاعر، وينحر العواطف، ويقتل الحلم، فماذا باستطاعته أن يُقدمه لفريسته، فهل المشاعر يُمكن أن تُعوض، وهل للأحلام دور ثانٍ، أو مُلحق، يُمكن من خلالها النجاح بعد الرسوب، فللأسف، هذه الأشياء لا يمكن تقديرها أو تعويضها، وربما لهذا السبب لم تُدْرَجْ هذه التصرفات الاحتيالية من ضمن بنود هذه الجريمة لأن أى عقاب، مهما بلغت شدته، سيقف عاجزًا أمام بشاعة هذه الجريمة، فهى حقًا جريمة تقتل الروح قبل الأوان، وتَشِلُّ أعضاء الجسد وهو يتحرك، وتُغَيِّبُ العقل، دون أن يُوصَفَ صاحبها بالسفه أو الجنون .

والآن، لست أدري، هل هذه التصرفات يتم توصيفها بجرائم الاحتيال، أم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ولكن أيًا ما كان التوصيف، فهى لن يُعاقب عليها القانون، وهذا وإن كان يدل على شيء، فإنما يدل على أن الحياة مليئة بالكثير من الجرائم التى لا يُعاقب عليها القانون، مهما تسببت من خسائر فى الأرواح والأعصاب والنفوس.

 

 

 

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة