دب الفزع والهلع والذعر قلوب أهل الخليج جراء الزلزال الأخير الذى ضرب إيران مروراً بالعراق ثم الكويت بقوة 2 ,7 درجات بمقياس ريختر، وأن الكتل الصخرية التى تزحزحت بفعل هذا الزلزال اللعين كافية لتدمير مدن بأكملها، ولكن الله ستر !
المضحك فى القضية برغم دراميتها السوداء، أن مواقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " اهتزت هى الأخرى كالزلزال، ومع مضى الساعات المرعبة والثقيلة، تحول الكثير من أصحابها إلى (علماء) فى الجيولوجيا، وبثوا تحليلات تخمينية لا تستند إلى الحقيقة عن أسباب وقوع الزلزال الذى نتج عنه الكثير من الضحايا وتدمير عشرات البيوت، وكانت أقوى التحليلات الفيسبوكية الفنتازية التى أشاعها البعض أن ثمة تجربة لقنبلة نووية أجرتها إيران تسببت فى وقوع الزلزال، بالطبع كان هذا الكلام مضحكاً ومبكياً فى نفس الوقت على العقول العقيمة لمروجى تلك الإشاعات التى تقول أن إيران وراء زلزال الخليج، وفى تحليل فيسبوكى آخر استشهد صاحبه بالفلسفة الهندية القديمة، التى تقول أن الأمراض الفتاكة والزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير المدمرة، هى تعبير عن غضب الإله وسخطه، بل هى لعنات يصبها فوق رؤوس عباده من غير الصالحين، أعرف واحداً من هؤلاء المحللين الفيسبوكيين، وهو " حلاق " ترك مهنة الحلاقه وراح يسبب وقوع الزلزال بتفجير نووى ( مركز) - لاحظوا كلمة مركز التى تعيدنا إلى زجاجات المطهر المركز التى يستخدمها فى عملية تطهير الموس لزبائنه ! - أجرته إيران، فى الحقيقة وكما أكد ذلك علماء مختصون فى الجيولوجيا والعلوم الأرضيه بأن لا إيران ولا كوريا ولا بلاد السند والهند وراء هذا الزلزال، بل الأمر كله لا يتجاوز عوامل طبيعية وعيوباً جيولوجية أدت إلى وقوعه !
المهم لعل هذا الزلزال أو الهزات التى لم تنته بعد – كما تؤكد ذلك المراصد الأمريكية والعالمية – تقربنا إلى الموت وأن تمنحنا فرص عريضة وكافيه للتسامح بين الشعوب المتناحرة فحبل الموت معلق فوق الرقاب ولا تدرى نفس متى تدفن تحت ركام الأحجار، ما دام عهد الزلازل والهزات لم ينته بعد، وما زالت الطبيعة تنذر بالخطر العظيم فى أية لحظة وساعة فى النهار أو فى الليل !
ولعل ( زلزال البرازيل ) ليس ببعيد الذى كان كارثة حقيقية نفذ وتم خلال دقائق معدوده تحولت فيها العمارات الشاهقة إلى قبور وفى رمشة عين دفنت أرواحا"بريئة تحت الأنقاض وآلاف الأحجار !
أدعو الله أن تستلهم الدول المتناحرة من الزلزال قيماً جديدة للمحبة والتسامح وبناء جسور المحبة والسلام بينهما، فالحب والسلام يهزمان أقوى الزلازل وأعتى الهزات !
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة