محمود حمدون يكتب: ورقة ضمان

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 04:00 م
محمود حمدون يكتب: ورقة ضمان شخص متسول - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأيته يجلس على " دكّة " خشبية بنهاية كوبرى " باغوص " بزاوية تجاور سور " الملجأ "، يضع ساقا على ساق، يرتدى معطفا أصفر اللون ثقيل يُحكمه حول جسده رغم أن الجو كان رائعا وتسرى فيه نسمة دافئة.

كهل تجاوز الخمسين بقليل، تبدو عليه آثار إعياء شديد ربما لمرض جسدى أو عارض نفسى ألمّ به .

نظرته وعرفته من أول وهلة، رغم سعيه لتجاهلنى بحثا عن خصوصية رغب بها، لكنى أقبلت عليه مسلّما ومرحّبا وبجواره جلست وسألته عن حاله ؟

سخيف سؤالك .

لما أعزّك الله ؟!

لقد رأيتنى من بعيد وأجزم أنك قرأتنى جيدا، لذا فسؤالك عبث لا إجابة عنه .!

 ضحكت وابتلعت كلماتى، بعد صمت قليل عدت لسؤاله: حالك هكذا يدعو للقلق . دون تطفل ماذا وراءك ؟

سارع بمقاطعة حديثى وسألني: وقر فى نفسى بعد سنوات طويلة من مكابدة العيش ومجاهدة النفس أننى لم أحقق شيئا يُذكر وربما لن أفعل، وأخشى أن يكون ضجرى سببا فى خسارتى لآخرتى، فهل أخسرهما معا ؟

علت وجهى آيات من سوء الفهم والادراك .!

استأنف حديثه: قصدت كيف أضمن ما وراء ذلك .

قلت بعد أن نهضت ونفّضت بعض من غبار علق بملابسى: لا ضمان ولا ضامن .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة