عصام كرم الطوخى يكتب: مسألة شخصية

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017 04:00 م
عصام كرم الطوخى يكتب: مسألة شخصية شخص مهموم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يسير الكثير من الناس وهم محملون بالإحباطات والتجارب الفاشلة واليأس القاتل، بل أجمل الأشياء والثوابت فى الحياة بداخلهم مفقودة، فتجد الواحد منهم مليئا بالغضب، محاطا بخيبة الأمل نتيجة لتراكم الفكر السلبى بداخله، يبحث عن ضحية ليفرغ ما عنده من عقد نفسية، فإذا صادفك تلك النوعية من البشر فعليك ألا تأخذ المشكلة شخصية.

يقول الشمس التبريزى: "يا قلب .. لا تفقد الأمل، فالمُعجزات تختبئ فيما لا نراه ."

أنت لست حاوية نفايات لتفريغ البعض سلبياته عندما يقابلك، لا تدع عتمة نفسه وفكره السوداوى ينتشر ويصل إليك، ويتوغل إلى أعماقك، تعامل معه بحب وبشكل صحيح، وابتسم له، واستمرّ فى المضيّ، وادعُ الله له أن يهديه إلى طريق الخير والسعادة، ليبصره جمال الكون العظيم، فالحياة وجمالها وأسرارها وسعادتك فيها تعتمد على طريقة أخذك للأمور، لتحول معاركك الخاسرة إلى مكاسب وفوائد .

كان فولتير يعيش فى المنفى فى لندن عندما كانت العواطف المعادية للفرنسيين فى أوجها، وذات يوم عندما كان يسير فى الشارع رأى نفسه محاطاً بحشد غاضب من الناس الذين راحوا يصرخون: " اشنقوه ! اشنقوا هذا الفرنسى " فخاطبهم فولتير بهدوء بهذه الكلمات: "يا أبناء إنجلترا! إنكم ترغبون فى قتلى لأننى فرنسي، ألا يكفينى عقوبة أننى لم أولد إنجليزيا ؟" فهتف المتجمهرون لكلماته المتعقلة، ورافقوه بسلام إلى مكان سكناه .

من أفضل الأساليب حماية لحياتك أن تدرك ما تريد، وتحارب الآفات التى تريد أن تفتك بك، فاعترف بها لتواجهها، حتى لا تنغص عليك آمالك وأحلامك الممكنة، وتكون أحد ضحاياها دون أن تشعر.

يقول فرناندو بيسوا: "رُبما ذات يوم، فى ما وراء الأيام، تعثر على مَا تريد لأنك تريده."







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة