القضايا الإنسانية والهموم العربية والمعاناة الأفريقية فى "أيام قرطاج السينمائية".. الجمهور التونسى معجب بشيخ جاكسون.. "قضية 23" يثير الجدل والفيلم الموزمبيقى يتناول الحرب.. و"مطر حمص" يجمل وجه النظام السورى

الأحد، 12 نوفمبر 2017 10:17 م
القضايا الإنسانية والهموم العربية والمعاناة الأفريقية فى "أيام قرطاج السينمائية".. الجمهور التونسى معجب بشيخ جاكسون.. "قضية 23" يثير الجدل والفيلم الموزمبيقى يتناول الحرب.. و"مطر حمص" يجمل وجه النظام السورى فيلم شيخ جاكسون
رسالة قرطاج : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتمد نجاح أى مهرجان سينمائى فى الأساس على اختيار أفلام جيدة الصنع ووجود جمهور محب وشغوف بمشاهدة السينما، وهذان الشرطان تحققا بقوة فى مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" فقد اختار المهرجان كمًا من الأفلام جميعها تطرح قضايا إما إنسانية تخص البنى آدم فى كل مكان وإما عربية تتعمق فى الهموم والصراعات وإما قضايا تعبر عن المعاناة لدى الشعوب الأفريقية السوداء التى تعانى من الفقر والجهل والعنصرية، وكل هذه القضايا يُقبل على مشاهدتها جمهور لديه حب كبير لدخول قاعات السينما متحديًا الطقس البارد والأمطار المتواصلة والطوابير والزحام وكل عام يزداد حجم الجمهور التونسى داخل القاعات وخارجها واعتقد أن جمهور أيام قرطاج هو العامل الأساسى فى نجاح المهرجان واستمراره فى التواصل دون توقف.

 

*فيلم الافتتاح "كتابة على الثلج"
 

من الأفلام التى كان ينتظرها الجميع لسببين الأول أنه فيلم من إخراج رشيد مشهراوى وهو المخرج المهموم دائمًا بقضية وطنه فلسطين والوطن العربى ككل، واستطاع من خلال فيلمه أن يجسد لنا قصة العجز العربى نتيجة الانغلاق والاستكانة إلى فعل الماضى، فحكاية فيلمه تبدأ من قصف إسرائيلى متواصل لمكان فى غزة ويجتمع 5 أشخاص فى بيت لعائلة فلسطينية وداخل هذا المنزل نرى الخلاف العربى والصراع ما بين الاتجاهات والانتماءات المختلفة ويحاول دائمًا السيطرة وفرض تشدده على الآخر وقد نجح الفيلم فى لفت الانتباه إلى القضية الفلسطينية فى طورها الجديد وهى الانقسام المجتمعى لرجال ونساء ومتدينين وعلمانيين فالفيلم برغم رتابة إيقاعه وتمحور أحداثه فى غرفة مغلقة إلا أنه مثل قصيدة قصيرة مباشرة تؤكد أن الانقسام والتشرذم لن يفيدنا كعرب ولكن الوحدة هى التى تتنظرها جميعًا.


 

*المثير للجدل "قضية رقم 23" لزياد الدويري
 

 قبل عرضه خرجت ضده فى تونس وقفات احتجاجية تطالب بالمنع ولكن إدارة المهرجان لم تستسلم وأعلنت العرض وحضر الفيلم ما يزيد على 1600 مشاهد وكان خارج القاعة مثلهم والحق أن مخرج الفيلم زياد الدويرى كان الأذكى فقد تعامل مع الموقف بشجاعة بل إنه أمسك بهاتفه المحمول وسجل تلك اللحظة التى يتكالب ويتزاحم فيها جمهور على مشاهدة الفيلم وآخر يطالب بمنع عرضه وقال: "هذه هى الحرية فى تونس التى يعشقها ويعشق جمهورها".

 

فيلم "قضية 23" يكمن جماله وقوة تأثيره فى حبكة السيناريو وأداء الممثلين فأحد عناصر نجاح الفيلم قوة الأداء التمثيلى الاستثنائى فقد قدم الممثل عادل كرم شخصية المسيحى اللبنانى بعبقرية وبرع بشدة الفنان الفلسطينى كامل الباشا فى أداء دور ياسر اللاجئ الفلسطينى المسلم والحائز على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان فينسيا.

أما عن مضمون الفيلم ورسالته فهى تحمل الكثير من التدليس فقد أراد مخرج الفيلم أن ينقل الصراع العربى الإسرائيلى لصراع فلسطينى إسلامى ضد لبنانى مسيحى وحتى وإن كان هذا الصراع موجودًا ومحتدمًا لكنه حمل الكثير من المبالغة التى ربما لا تخدم قضيتنا العربية ولكنها تصورنا فى تناحر وصراع داخلى وتظهر الفلسطينى وكأنه متاجر دائمًا بقضيته.


 

* التونسي مصطفى زاد قضية كل مواطن عربى
 

المخرج التونسى نضال شطا اختار لفيلمه موضوعًا واقعيًا ربما يكون مأخوذًا عن قصة حقيقية لشاب يدعى مصطفى يتتبع الشريط السينمائى حياته لمدة 24 ساعة عشية أول انتخابات رئاسية حرة وحاسمة فى تونس ولكن زوجته تلومه على فقدانه الطموح وتصفه دائمًا بالشخصية الانهزامية ولذلك تعيش الأسرة حالة تفكك عميقة تؤدى إلى انعدام الحوار بين أفرادها فالتفكك الداخلى للأسرة تجد مثله فى الخارج فلغة الحوار منعدمة أيضًا فى تلك الفترة ومخرج الفيلم نضال شطا غلف فيلمه بمشاهد شعرية كثيرة منها مشهد الزوجة فى الحمام ومشهد مصطفى فى سيارته بالجراج وإصراره على عدم الخروج فهو مواطن قال "لا" ولكنه يدفع ثمن مقولته وتشارك فى بطولة الفيلم الفنانة التونسية فاطمة ناصر التى لها تواجد فى الدراما والسينما المصرية أيضًا وتقدم دورًا من أفضل أدوارها فى الفترة الأخيرة.

 

فيلم مصطفي زاد

فيلم مصطفي زاد

 

 

*"الشيخ جاكسون" ينال إعجاب التوانسة
 

لم يتوقع المنتج محمد حفظى أن ينال فيلم الشيخ جاكسون إعجاب الجمهور التونسى وظن أن الجمهور الكبير الذى حضره جاء للفيلم الروائى القصير "آية" للمخرجة التونسية مفيدة فضيلة الذى سبق عرض "شيخ جاكسون" لكنه تصور خاطئ فقد جاء الجمهور التونسى ليشاهد الفيلم المصرى الذى سمع عنه والذى يمثل اسمه غموضًا بالنسبة له "شيخ جاكسون" فكيف لجاكسون المطرب العالمى أن يكون شيخًا .

 

"شيخ جاكسون" داخل كل منا مثله فجميعنا فى مرحلة مراهقته كان يمر بتلك الحالة وكان يقابل فى عائلته المتشدد فى الدين والمنحل أخلاقيًا وكل طرف منهما كان يحاول استقطابنا وللحق هذا الفيلم يمثل قمة النضج فى الأداء لبطليه أحمد الفيشاوى وأحمد مالك ويعزف ماجد الكدوانى بمفرده بأدائه فى هذا الفيلم فهو يستحق جائزة خاصة ونال بالفعل جائزة من الجمهور التونسى الذى كان يصفق لهما مع كل ظهور فى الفيلم.

 

*"قطار الملح والسكر" الموزمبيقى
 

 قليلة جدا الأفلام التى تتناول الحروب فى الفترة الأخيرة ولكن المخرج ليسينيو أزيفيدو البرازيلى الأصل والمستقر فى الموزمبيق قرر أن يقدم لنا رحلة قطار خطيرة فى دولة الموزمبيق التى مزقتها الحرب ويجد كل مشاهد نفسه جالسًا مع ركاب القطار من المدنيين الذين يتعرضون لمضايقات من قبل قوات من الجنود غير المنضبطين والذين يحاربون جيش المتمردين فى الأحراش الموزمبيقية واهتم المخرج كثيرًا بالصورة ورسم لوحات تشكيلية داخل وخارج القطار ليخفف من حجم المعاناة والألم والقتل والعنف الذى نشاهده طوال أحداث الفيلم.

 

فيلم قطار الملح والسكر

فيلم قطار الملح والسكر
 

*"اصطياد الأشباح" واسترجاع الذكريات فى السجن
 

لكل إنسان ذكرياته ومنها الذكريات المؤلمة وأخرى السعيدة ولكن أن يسترجع الشخص ذكرياته فى السجن فهذه هى الفكرة التى بنى عليها المخرج الفلسطينى رائد أندونى سيناريو فيلمه الوثائقى الطويل وربما يكون استرجاع الذكريات المؤلمة نوعًا من العلاج النفسى فى نسيانها والتخلص منها فالفيلم يبدأ برائد أنودونى فى مكان واسع يشبه الجراجات الكبرى ومعه فريق من العاملين فى قطاع البناء وجميعهم تعرضوا مثل رائد لمركز الاستجواب الإسرائيلى نفسه وانطلاقًا من ذكرياتهم الشخصية يوافق الجميع على إعادة بناء جدران سجنهم واسترجاع ذكرياتهم فيه بكل ما فيها من ألم ومعاناة وقهر وذل وعنف. 

 

الفيلم الوثائقي اصطياد الاشباح
الفيلم الوثائقى اصطياد الأشباح

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة