أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال أسعد

«السيسى» والتوافق الوطنى

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن كل مصرى محب لوطنه، منتمٍ لبلده، ساعٍ إلى تقدمها، يعلم علم اليقين أن الوطن يواجه مشاكل صعبة، وتحديات خطيرة على كل المستويات، داخليًا وخارجيًا، ليس لأن مصر عبر التاريخ هى مطمع لكل القوى الاستعمارية، لما حباها الله بموقع ومكانة، ولا لأن مصر دائمًا هى الجائزة الكبرى لكل خطط التقسيم فى المنطقة، ولا لأن مصر هى رمانة الميزان للمنطقة العربية، وهى الأخت الكبرى للعرب، والمدافعة عنهم، والمتمسكة بكل قيم المحبة والسلام والأمن العالمى.
 
ولكن لأن مصر والنظام والشعب المصرى وجيشه الوطنى قد أحبط أخطر مخطط جهنمى، كان ومازال يريد احتواء وتقسيم المنطقة وتفتيتها، حسب المخططات المعلنة والمعروفة بمساعدة تيارات وتنظيمات تأخذ من الدين ستارًا، ومن العقيدة الإسلامية مبررًا، استغلالًا للعاطفة الدينية المتأججة لدى كل المصريين، للوصول لأهداف لا علاقة لها بالدين أو العقيدة أو الوطن، ولكن لتحقيق أهدافهم الذاتية، ومصالحهم الحزبية المرتبطة بمصالح أمريكية وصهيونية، تهدف إلى التفتيت وإسقاط الهوية، حتى يتاح للدولة الصهيونية البقاء والازدهار والسيطرة.
 
وهذا ما نراه الآن بعد إسقاط نظام الإخوان فى 30 يونيو، حيث كان هذا المخطط قد استغل الظرف الموضوعى للنظام المصرى، وبعض الأنظمة العربية، حتى يحقق ما يريد تحت مسمى ثورات الربيع العربى، فيونيو لم يسقط الإخوان فقط، ولكن أسقط وأجهض، ومازال يعطل تنفيذ المخطط، ولذا رأينا ذلك الحصار والمحاصرة لمصر بعد يونيو داخليًا وخارجيًا، حيث ما كان بعد 25 يناير من فوضى أمنية ومشاكل اقتصادية وانهيار أخلاقى جعل مصر شبه دولة، إضافة إلى تلك المرحلة غير المسبوقة فى مواجهة ذلك الإرهاب الأسود الذى جعل مصر تحاربه بكل ما تملك، نيابة عن العالم كله الذى يحاصره الإرهاب فى كل مكان.
 
لا شك أن «السيسى» منذ 2013 وهو يحاول ويعمل جاهدًا لإعادة هيبة الدولة، وإعادة البناء فى شتى المجالات.. نعم هناك معاناة جماهيرية للطبقة المتوسطة التى لم تصبح متوسطة، وللطبقات الفقيرة، نتيجة لطريقة حل ومحاصرة المشكلة الاقتصادية وتراكماتها الثقيلة، ولكن هو أراد السير بالتوازى فى كل الاتجاهات، محاربة الإرهاب، وإقامة المشروعات القومية الطويلة الأجل، ومواجهة المشكلة الاقتصادية فى وقت واحد، نعم هذا جعل البعض يعترض على الأولويات، حيث كان يجب الاهتمام بالعدالة الاجتماعية من سكن وتعليم وصحة وفرص للعمل، وهذا شىء طبيعى، بل مطلوب، حيث إن الرأى الآخر لا غنى عنه لأى نظام سياسى.
 
وعلى ذلك، فكل محب لهذا الوطن ومنتمٍ لمصر، وكل من يسعى لحمايتها، يعلم تمام العلم أن المرحلة الحالية هى المرحلة الحاسمة التى تتطلب بقاء «السيسى» لفترة ثانية، وذلك لعدة أسباب:
أولًا: أن «السيسى» وبمساعدة جيشنا الوطنى أسقط نظامًا كان ومازال لا يريد خيرًا للوطن.. نظامًا مازال يتوهم عودته مرة أخرى، والبديل لذلك المستحيل ما نراه من إرهاب قد تخطى كل الحواجز هنا، فالمهمة مازالت قائمة، وعلى من بدأ أن يكمل مع الشعب والجيش المشوار.
 
ثانيًا: «السيسى» مصرى يحب مصر، ويخلص لها، نظيف اليد، ويتطلع بل يحلم أن تكون مصر أكبر من الدنيا كلها.
 
ثالثًا: للأسف الشديد، الحياة السياسية والحزبية فى حالة موات شديد، وانحسار مخيف لا يليق بمصر، ولا بما حدث بعد 25/30، فالأحزاب دكاكين وجمعيات دفن موتى، ونخبة لا تسعى لغير مصلحتها والظهور الإعلامى عند اللزوم، بقصد الوجود وعدم النسيان، ولكن هذا لا يعنى ألا يكون هناك مرشحون لرئاسة الجمهورية، فهذه بديهية سياسية لابد أن تكون لصالح مصر والنظام السياسى نفسه.
 
رابعًا: بالرغم من المشكلة الاقتصادية، والإعلام المتخبط، فـ«السيسى» بكل المقاييس سيفوز أمام أى مرشح قادم، أيًا كان وأيًا كانت مؤهلاته، وهنا لا نضرب الودع، ولكن نقرأ الواقع السياسى المصرى الذى يؤكد بكل المقاييس السياسية والشعبية فوز «السيسى»، وهذا يعنى أن ننتهز هذه الفرصة التى ستكون انتخابات الرئاسة فيها بشكل طبيعى، يمكن أن نستفيد ونستثمر هذا لصالح تأسيس ممارسة ديمقراطية حديثة، تأكيدًا للدستور ولكلام «السيسى»، وآخره فى فرنسا، بأننا نريد بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
 
الشعب بالرغم من غلاء الأسعار والمعاناة الشديدة يعلم تمامًا أنه لا بديل الآن عن «السيسى»، فاتركوا الفرصة للشعب أن يعبر عن إرادته بحرية ودون وصاية من أحد.
 
اتركوا «السيسى» يواصل توافقه مع المصريين الذين يثقون فيه، ويأملون فى خطواته.. فالمعارضة مطلوبة، والترشح حق لكل مصرى، ومن يترشح ليس خائنًا بل هو يؤدى دورًا سياسيًا، بل يؤدى دورًا وطنيًا فى إطار الواقع السياسى الحالى.
 
«السيسى» مصرى يريد تقدم مصر، والمصريون يحبون «السيسى»، وستظل مصر لكل المصريين، حمى الله مصر وشعب مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة