استضاف المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس الأحد، ندوة مناقشة كتاب "أدب المصريين.. شهادات ورؤى"، للشاعر والكاتب أحمد سراج، ضمن برنامج "مدى" لمؤسسة هالة فهمى للتنمية الثقافية، بقاعة المؤتمرات بالمجلس.
وشارك فى المناقشة الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، والشاعر والمترجم رفعت سلام، وأدار الندوة الكاتبة الصحفية هالة فهمى، بحضور الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، وكوكبة من الشعراء والأدباء والصحفيين.
فى البداية قدمت هالة فهمى الندوة بنبذة عن الشاعر والمترجم أحمد سراج، مشيرة إلى أسماء عدد من الروايات والمسرحيات التى كتبها، وأن بعض محاولات التوثيق لأدب المصريين تمت بشكل فردى فى دوريات أو مجلات دون أن يتم توثيق ذلك بجمعه فى كتاب، مؤكدة أن الكتاب يطرح العديد من الأسئلة التى سيكون الكاتب هدفا لمناقشتها .
ومن جانبه، قال الشاعر رفعت سلام، إن الكتاب ما أشبهه بوصف مصر الإبداعية الثقافية أو وصف الضمير المصرى الذى لا ينام، فإذا كان وصف مصر الفرنسى، المنجز أبان الحملة الفرنسية على مصر، قد قام بوصف شامل لمظاهر الحياة المصرية المختلفة، ورصد تضاريسها الاجتماعية والاقتصادية، فإنه لم يتطرق إلى وصف مصر الروحية الثقافية التى تستعصى على الأجنبى وظل المرجع الفرنسى مفتقدا فى ذاته إلى الشمول والكلية فى اقتصاده على ما يمكن رصده من الخارج على ما هو مادى أو أقرب إلى المادى، لكننا هنا فى هذا السفر المدهش ماهو ليس وصف من الخارج أو مسحا للظواهر كما تتبدى للرائى المنفصل عن المرئى، فهو فى جوهره أكثر من أن يكون وصفا ليصل إلى حد التجسيد، تجسيد هذا الوعى فى صيغة مادية ملموسة قابلة للتأمل والدرس، وشمول وتنوع غريبان أى فريدان لأصوات ثقافية إبداعية فاعلة، تجسد مختلف الأجيال والمجالات والتوجهات الإبداعية الراهنة الفاعلة ليس حصرا بطبيعة الحال.
وفى السياق ذاته، أشار الدكتور شاكر عبدالحميد، إلى أن لديه عدة ملاحظات على الكتاب، كان من بينها أن تصنيف الأسماء وترتيبها جاء طبقا للترتيب الأبجدى، وهذا قد يبدو منطقى لكنه لم ينظر للقيمة الأدبية للكاتب وتاريخه الأدبى، وكان من الممكن أن يتم التصنف مثلا طبقا للجيل الأول ثم الثانى من الكتاب وبذلك نحفظ لكل كاتب قيمته الأدبية، كما عقب على الأسئلة التى طرحت على الكتاب المشاركين، بأنها كانت قصيرة، مما ترتب عليها شهادة قصيرة جدا ولا تعطى نتيجة تفصيلية ومعرفية، وكان من الأفضل طرح المزيد من الأسئلة ثم نبدأ بتحليلها وتحليل تلك الشهادات والتعرف على نقاط المشتركة بينهم
كما أشاد الدكتور عماد أبوغازى، إلى جهد أحمد سراج لتقديم هذا الكتاب، وجهد كل من قدموا شهاداتهم، مشيرا إلى أن ذلك يؤسس لمرحلة جديدة من الكتابة الإبداعية وأن الأجزاء القادمة سيظهر فيها سراج أكثر كمحلل لتلك الشهادات الإبداعية، كما سيظهر بها أنواع أدبية أخرى ومنها التدوين الذى يظهر درجة عالية من التفاعل بين الكاتب والمتلقى، موضحا أنه من المهم تغيير العنوان فى الأجزاء القادمة ليكون إبداع المصريين وليس أدب المصريين فقط ليشمل العمل الفنون التشكيلية والسينما وغيرها من الأعمال الإبداعية، مؤكدا أنه ليس بالضرورة تبنى المؤسسة الرسمية لهذا العمل .
وأعلنت هالة فهمى تبنى برنامج "مدى" لمؤسسة هالة فهمى للتنمية الثقافية، طباعة الأجزاء التالية من الكتاب، إيمانا لحاجتنا لهذا النوع من المشروعات الثقافية فى مصر التى تؤرخ الأدب العربى، وهناك أيضا مشروعات تولى المؤسسة له اهتماما كبيرا مثل مشروع كتاب شارع شريف للكاتبة سعاد سليمان، واختتمت الندوة بتوجيه الشكر للدكتور حاتم ربيع ولكل من ساهم فى خروج هذه الندوة إلى النور وبهذا الشكل المشرف، كما وجهت الشكر للسادة الحضور لحرصهم على التواجد والمشاركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة