نصر فتحى اللوزى يكتب: ياعزيزى.. نحن فى حاجة إلى عبور جديد

السبت، 07 أكتوبر 2017 12:00 ص
نصر فتحى اللوزى يكتب: ياعزيزى.. نحن فى حاجة إلى عبور جديد نصر أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذا اليوم من كل عام منذ 44 عاما.. تنتابنى أحاسيس ومشاعر أحيانا تتعانق مع بعضها بالفخر والعزة والكرامة، وأحيانا ترسم وشما على قلبى حروفا تتشاجر مع بعضها البعض وتطلق آهات الحزن، فما بين عام 1967، عام الابتلاء بفقد جزء عزيز من جسد الأم المصرية، أرض سيناء، وعام الفخر واسترداد الكرامة المسلوبة فى السادس من أكتوبر 1973 العاشر من شهر رمضان المعظم، مابين العامين بذل الشباب (وأنا واحد منهم) كل الجهد المتوج بالعرق الذى عطر الأجساد صيفا وشتاءً فى سنوات التدريب لإعادة بناء جيش قوى، يؤمن كل فرد فيه بحب الوطن والذوبان انتماء فى ترابه، خضنا حرب الاستنزاف، حققنا نصرا مؤزرا فى صباح كل يوم، تلقت أجسادنا إصابات (وأنا واحد منهم)، نزف الدم من أبدان الرجال (وأنا واحد منهم) ليكتب على أرض مصر الإصرار وصدق العزيمة على تحقيق النصر، وكان الشعار الذى حملناه فى قلوبنا ( النصر أو الشهادة )، كانت مصرنا الغالية تعلو كل الآمال فكانت العقول والقلوب تهتف فى صمت (مصر أولا، مصر دائما، مصر أخيرا)، نعم كانت مصرنا هى الأمل،  ومع آذان صلاة الظهر يوم السادس من أكتوبر 1973، تحركنا إلى حيث الأماكن المحددة لنا، وبعد سويعات قليلة، أجسادنا سابقت الزمن، وعبرنا إلى أرض الفيروز، استنشقنا تراب ورمل سيناء، وتحقق النصر، (وما النصر إلا من عند الله)، عشنا أياما لم نر خلالها إلا حب الوطن، إيمانا بقول الله تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم. نعم استرد الشباب المصرى الكرامة المصرية والعربية ليس لمصر وحدها، وإنما للعالم العربى أجمع، سطرنا بأرواح زملائى الذين استشهدوا ملحمة النصر المعطرة بدمائى ودماء زملائى على أرض الفيروز، سبقتنا أحلامنا إلى عهد جديد نرى فيه ثمار مازرعناه، (واذا بالرياح تأتى بما لا تشتهى السفن)، فسوس الفساد ينخر فى عظام الاقتصاد المصرى، وتنتشر الرشوة والمحسوبية كانتشار النار فى الهشيم، الغنى يزداد ثراءً على حساب من يزدادون كل يوم فقرا، فأطلقوا عليهم على استحياء (محدودى الدخل) والحقيقة أنهم (منهوبى الدخل . مسروقى الدخل . موكوسى الدخل . محزونى الدخل) بفعل سوء تحقيق العدالة الاجتماعية، وتم إطلاق نداءات لم يسمعها إلا هؤلاء المتعوسى الدخل فشدوا الحزام، تعلموا معنى التقشف سلوكيا رغم أنوفهم،  وكان لابد من ثورة إنقاذ للشعب المصرى فكانت ثورة 25 يناير 2011 ثم 30 يونيو 2013 التى قامت تصحيحا لثورة إنقاذ مصرنا الغالية من الضياع، لقد تنفسنا جميعا الصعداء، لقد تجدد الأمل فينا من جديد لعودة مصر إلى أحضان المصريين الشرفاء، وبدأت الحرب على الفساد التى تزامنت مع إقامة المشروعات القومية الكبرى بأموال مصرية، وعقول مصرية، وأيادٍ مصرية وإرادة مصرية، ونجح الشعب المصرى فى عودة مصر الريادية إلى المحافل الدولية عربيا وإفريقيا وعالميا، واستعادت مكانتها التى افتقدتها عمدا على أيدى الجماعة المارقة، وكلهم إرهابيون مهما اختلفت الأسماء التى ينتسبون إليها،  وفى خضم هذا المشوار انسلخ المصرى من القيم والأصول والمثل والمبادئ التى تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا (إلا القليل منهم ومن رحم ربى)، فتحقق بسوء سلوكياته الانهيار وليس الانفلات، صرخنا، أين الشهامة المصرية؟.. أين الأدب وحسن الخلق.. أين حلاوة اللسان؟.. أين حمرة الخجل؟.. انهار الإنسان المصرى، وكان من علامات الانهيار على سبيل المثال لا الحصر تناسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا.. ويرحم صغيرنا )، تناسوا أن كبار السن المتبقين على قيد الحياة فى المجتمع المصرى هم الذين أرسوا قواعد الأمن والأمان لكل من يصغرونهم سنا، تلك الفئة من كبار السن يعانون بل يحتل الحزن قلوبهم على معاناتهم مما يشاهدون ويسمعون من ( عفن ) الألسنة،  ماتت سمات الشخصية المصرية على أعتاب ( عدم الأدب )، فكان ولابد من إعادة النظر فى ضرورة إعادة بناء الإنسان المصرى أساس التنمية التى عادت بتعافى الاقتصاد المصرى، نعم الإنسان المصرى تحمل تكاليف الإصلاح الاقتصادى، عانى ومازال يعانى الكثير من الارتفاع الجنونى فى الأسعار، أليس من الأولى أن يتم اعادة بناء الانسان من جديد على أسس القيم والأصول والمثل والمبادئ المصرية والعربية الإنسانية من جديد ؟ .

 نحن فى حاجة إلى عبور جديد، عبور من السكوت على الفساد بالتعاون مع الأجهزة الرقابية الحصن الحصين وجيش الحفاظ على المكاسب المصرية فى جميع الأنشطة، نحن فى حاجة إلى عبور جديد من ( عدم الأدب ) إلى التحلى بكل عناصر ( الأدب)، نحن فى حاجة إلى عبور جديد بقانون يحمى (كبار السن) من سفالة بعض من تناسوا أنهم أصحاب فضل بل أفضال على كل من يصغرهم سنا ونحن لا نمن على مصرنا بما قدمناه، وإنما نذكر من تناسوا أدوارنا وأين هم من رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. نحن فى حاجة إلى عبور جديد من (إطلاق التصريحات)، إلى تطابق (التنفيذ) مع ماتم التصريح به، فإذا انفصل السلوك عن الفكر والقول فتلك هى الطامة الكبرى، نحن فى حاجة إلى العبور من (معاناة) الشعب المصرى المعيشية، إلى تحقيق الاحتياجات الإنسانية كما جاءت بسلم ماسلو، ولن نجهض حق القوات المسلحة فى ذلك ببذل كل الجهد فى الوقوف أمام ارتفاع الأسعار بمنافذ الجيش ونأمل المزيد، نحن فى حاجة إلى عبور جديد من (موت الضمير ) إلى إنعاش ( صحوة الضمير ) لتحيا مصر بروح أكتوبر 1973 الذى مازال جيله يعيش بها زارعا الأمل فى غد أفضل .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة