الأبلة ميرفت أيقونة حياتى.. لم أجد أحدا يعطينى العلم مثلك

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 01:30 ص
الأبلة ميرفت أيقونة حياتى.. لم أجد أحدا يعطينى العلم مثلك مصطفى عبد التواب
مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" ضع كل رقم منهما فى يد ثم انظر إلى يدك لتعرف إلى أين تشير العلامة"، هذه الطريقة ألهمتنى حب أبلة ميرفت،  و كره أبلة أمال بل وكره كل من يحمل اسم آمال فى الوجود كله.

1

الحكاية تبدأ فى عام 1995 عندما قررت أمى " الأبلة ميرفت" أن تبدأ فى تعليمى بعض الأمور التى من المفترض أن أتعلمها فى السنوات الأولى من الدراسة، بحكم أنها تعمل معلمة فى المدرسة الابتدائية للمرحلة الأساسية بداية من الصف الأول وحتى الصف الثالث، واعتمدت أمى فى تعليمى من خلال الفهم قبل الحفظ، بل علمتنى ألا أحفظ ما لا أفهمه لأنه لن يستمر فى عقلى كثيراً، وعندما تعثرت فى مرحلة من مراحل تعليمها لى التى استمرت لمدة عامين قبل دخول المدرسة، ذهبت إليها لأخبرها أننى لا أجيد التميز بين علامات " أكبر من و أصغر من" فقررت أن تبسط لى الأمر، وأخبرتنى أن أنسى اسم العلامات حتى لا تزيد حيرتى بينهم، وأن أتصور أن الرقمين كل واحد منهما فى يد ثم أتخذ قرارى ناحية أى يد تتجه العلامة.. الأمر يبدو بسيط اليوم لكنه لم يكن بسيط أبداً لطفل عمره  5 سنوات ونصف.

2

خلال امتحان المسح الشامل الذى يجرى بختام كل شهر، كنت أجرب الطريقة التى علمتنى إياها الأبلة ميرفت قبل أن التحق بالمدرسة، وبينما أتمتم مع نفسى إلى أي اتجاه تشير العلامة، انفجرت فى وجهى الأبلة آمال مدرستى خلال مرحلتى الأساسية بالتعليم، أخذت تصرخ قائلة " هو أنت لسة هتفتكر" ثم أمسكت بشعرى وصدعت رأسى فى الحائط ثلاث مرات"، لا أنسى المشهد وكأنه يحدث الان، ومنذ هذا اليوم كرهت المدرسة وكرهت التعليم وكرهت ابلة أمال وانفطرت فى البكاء بصورة كبيرة لا تغيب عن بالى كلما قابلت ابلة امال فى اى مناسبة، اتذكر أن اخر مره جمعتنا الصدفة عندما رقد صديقى بين الحياة والموت، وعندما ذهب لأسلم على أمه، سلمت على جميع الحضور وتجاوزت ابله امال ولم أسلم عليها، لاننى برغم مشاعرى الحزينة جداً على صديقى الذى كنا نعرف أنها سيموت فى آى  لحظة، لم اقدر على تجاوز ذكرى خبط رأسى فى الحائط ليس لشيء إلا لأنى حاولت أتذكر قبل أن أضع الإجابة.

3

إلى الابلة ميرفت، شكراً لأنك علمتينى كل شىء طيب فى الدنيا، عملتينى الضمير، وحب الناس، وعزة النفس، وعلمتينى أن لا اكتب ما لا افهم، وأن لا أردد ما لا أصدقه، علمتينى أن أعتمد على الفهم لا الحفظ، علمتينى العطاء غير المشروط بالمقابل، شكراً لأنك رسول الخير فى حياتى، الذى أمنت به وبما يقدم من خير فتعلمت منه، شكراً لأنك المقاومة التى تقف أمام كل شر يحاول أن يولد داخلى.

إلى أمى أتفهم أسبابك التى أخبرتينى بها عندما كبرت للإجابة على سؤالى الدائم " لماذا توقفتى عن أن تكونى أستاذتى؟" إنك لا تريدينى أعتمد عليك بشكل كامل، لأنك لن تتمكنى من الشرح لى عندما أغادر مراحل التعليم الأساسى، وكلماتى القادمة ليست عتابا بل أننى أتخيل معك مصيرى لو أننى ظللت طالب اجلس امامك فى الفصل، وقتها كنت سأحب التعليم، وكنت سأقدر على التخلص من الاخطاء الاملائية والنحوية، وقتها كنت سأصبح الرجل الذى اردت.."المهندس مصطفى"..لكن لسوء حظى لم اصادف شخص مثلك فى كل المدرسيين الذين درسوا لي على مدار سنوات الدراسة، فتحول مصيرى لشىء يريده الله.

إلى أمى " الابلة ميرفت" شكراً لأنك المدرسة التى لم اراها يوماً تعطى دروساً خصوصية، شكراً لانك المدرسة التى يقابلنى تلاميذها فيحبونى لا لشيء سوى لاننى أبن الابلة ميرفت، شكراً لانك تعطى عملك وقته بل ازيد من وقته ولا تغيب يوماً حرصاً على تلاميذها، شكراً لانك ترفضي كل دعواتنا أن ترتاحى وتوفرى صحتك خصوصا انك وصلتى لعمر الخمسون ، لا لشىء الا لأنك تحبى عملك..شكراً لأنك أيقونة حياتى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة