أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: عن المراكز الثقافية للدول الأجنبية أتحدث

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 08:00 م
محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: عن المراكز الثقافية للدول الأجنبية أتحدث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعبت المراكز الثقافية للدول الأجنبية فى مصر دوراً كبيراً فى تشكيل وعى ووجدان جيل بأكمله، من ملامح هذا الدور هو أنها ساهمت إلى حدٍ كبير فى  تشكيل وجدان الكثيرين من المهتمين بالفن السابع... فـ نوادى السينما التابعة لتلك المراكز كانت تعرض أفلاماً يكاد يكون من المستحيل رؤيتها فى وسائل الإعلام العادية - وكان ذلك قبل إنتشار الإنترنت وغير ذلك - كما أن تلك المراكز كانت كثيراً ما تستقدم الفرق الغنائية الموسيقية كى تعزف - بالمجان - لروادها  معزوفاتٍ موسيقية تنتمى إلى تراثها الموسيقى، هذا غير إقامة معارض الفنون التشكيلية وبعض الندوات واللقاءات الفكرية.

 

ونشطت تلك المراكز فى الإسكندرية على سبيل المثال وكان من أنشط تلك المراكز فى مرحلة ما هو المركز الثقافى الألمانى - معهد جوته - الذى كان يعرض بالتعاون مع الناقد السينمائى الراحل فوزى سليمان وبإشراف السيد نبيل سعودى – رحمه الله – الكثير من الأفلام النادرة  وبخاصة للمخرج الألمانى راينر فاسبندر .. وكانت تلى تلك العروض الثمينة مناقشات مفتوحةحول الفيلم، كما أن هذا المركز كثيراً ما كان يقيم حفلات موسيقية لفرق عزف راقية وبدون مقابل كما سبق وأن ذكرنا.

 

أما المركز الثقافى الفرنسى - المعروف فى الثغر باسم السنتر والكثيريين ينطقون الإسم بفرنسية سليمة - فهو يتميز بخاصية فريدة وهو وجود لديه قاعة تستخدم كمسرحٍ أحياناً و للعروض السينمائية أحياناً أخرى وفى إحدى السنوات كان هناك بروتوكول تعاون بين إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائى وبين المركز الفرنسى حيث تم عرض بعض من أفلام – مسابقة الديجيتال- فى تلك القاعة الصغيرة الجميلة.

 

ومن أشهر المراكز الثقافية أيضاً المركز الثقافى الإيطالى – دانتى – والذى كان يقدم فى مرحلة ما عروض سينمائية لكن من خلال شاشة تليفزيونية كبيرة ولكن لم يكن هناك مناقشة ولاحوار بعد العرض.

 

أما المركز الثاقفى الإسبانى – ثرفانتس – فكان مشهوراً بتنظيم معارض الفنون التشكيلية أكثر من شهرتهِ فى تقديم العروض السينمائية أو الحفلات الموسيقية.

 

وفى سياق الحديث يأتى المركز الثقافى الروسى وكان يقدك حفلات موسيقية – على البيانو – بالإضافة إلى استضافته لبعض العروض المسرحية نظراً لاستاع قاعاته بدرجة كبيرة ويُعد المركز الثقافى الروسى بالإسكندرية واحد من أكبر المراكز الثقافية من حيث الحجم ويقع فى مواجهة المركز الثقافى الألمانى.

 

أما المركز الثقافى الأمريكى فكان مشهوراً بمكتبته الهائلة بالإضافة إلى نادى أصدقاء أذاعة صوت أمريكا، الذى كان يجتمع كل خميس فى حوار مفتوح بالإضافة إلى أنه كان ينظم بعض الندوات الثقافية فى شتى المجالات.

 

أما المركز الثقافى البريطانى فترجع شهرته فى الحقيقة أنه كان مقر لدراسة اللغة الإنجليزية، وكان معروفاً بإسمه الأنجليزى بين غالبية شباب الإسكندرية.

 

والملاحظ أن جميع تلك المراكز تقع فى مساحة جغرافية متقاربة – شارع البطالسة على سبيل المثال – مما كان يتيح لرواد تلك الأماكن أن يترددوا على أكثر من مركزٍ وحضور أكثر من فاعلية فى نفس الأمسية حيث يمكن لأحدهم مثلاً أن يحضر معرضاً للفنون التشكيلية– وكثيراً ما كانت تُقام- ثم ينطلق بعدها الى مشاهدة عرض سينمائى فى مركز ثقافى قريب ... وكانت تلك ميزة عظمى ولا شك.

 

ومن قبيل العرفان أن نذكر هنا الدور العظيم الذى لعبه – آتيليه الإسكندرية – فى إثراء الحركة الثقافية فى الأسكندرية ونذكره هنا – رغم أنه لايصنف من ضمن المراكز الأجنبية، حيث إنه يتيع جماعة الفنانين والكُتّاب ولكننا نذكره لأنه دوره كان – بالفعل – لايقل لا من حيث الأهمية ولا النشاط عن أى مركزٍ من مراكز الدول الأجنبية التى تحيط به من كل جانب، فضلاً عن مركز الجزويت الثقافى والذى يقع مقره  بعيداً نسبياً عن غالبية مقار المراكز السابقة.

 

وعلى أى حالٍ ورغم تغير الزمان ودوران الأيام لازالت تلك المراكز تلعب دوراً مهماً فى إثراء الحياة الثقافية ولايزال روادها – القدامى – يحتفظون لها بكثيرٍ من العرفان والإمتنان والذكريات الجميلة .. ففيها نشأنا وترعرعنا وتلقينا أول نفحات – الآخر المختلف – والذى لايزال عبق تأثيره فى أوراحنا بعدما أحتل عن جدارة مكانة- يستحقها – فى سويدائنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة