نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا اليوم الأحد، يفيد بأن الولايات المتحدة مازالت تمد كوريا الجنوبية بالأعتدة الاستراتيجية بهدف ردع استفزازات كوريا الشمالية، إلا أن المقصد من هذا الفعل يظل غامضًا.
وقال رئيس الأركان الأمريكى، الجنرال جوزيف دانفورد، فى تصريحات إعلامية نقلتها عنه "واشنطن بوست"، إنه أجرى مباحثات مع نظرائه بكوريا الجنوبية بخصوص نشر الأعتدة الاستراتيجية خلال الاجتماعات التى عقدت فى سول الأسبوع الماضى.
ورفض دانفورد كشف تفاصيل عن الأعتدة التى يمكن استخدامها إلا أنه ذكر أن المباحثات ركزت على دمج القوات الأمريكية الموجودة فى كوريا الجنوبية والبالغ عددها 28.500 ، إلى جانب التدريبات السنوية وتناوب القوات الذى يجرى من حين لآخر، فى سبيل تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية.
وفى سياق متصل، وصفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" هذه الخطوات كـ"نشر مطور للأعتدة الاستراتيجية الأمريكية داخل وحول كوريا الجنوبية بالتناوب" ، إلا أن البنتاجون لم يقدم مزيد من التفاصيل فيما يخص هذا الشأن ، وأشارت الصحيفة إلى أن الأمور يبدو أنها مازالت قيد التنفيذ.
وبعد عام ، أظهرت خلاله كوريا الشمالية تطورًا ملحوظًا فى تثبيت رأس حربى نووى على صاروخ باليستى عابر للقارات ، اتفق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الكورى الجنوبى مون جى - إن ، على تعزيز التواجد الأمريكى فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأعتدة الأمريكية التى تُعرف عادة بالغواصات وحاملات الطائرات والأسلحة النووية والقذائف طالما شاركت فى المواجهة التى بدأت بالتزامن مع إبرام الاتفاقية الكورية فى عام 1953 بعدما خفت حدة الحرب المفتوحة بين الكوريتين.
وقالت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس كان أكثر غموضًا مقارنة بدانفورد ، حيث امتنع عن الرد حين سئل خلال مؤتمر صحفى عقد فى سول إذا كانت الأعتدة الاستراتيجية ستظل فى كوريا الجنوبية لفترة زمنية محددة.
وقال ماتيس " فيما يخص أعتدتنا الاستراتيجية ، فهى عالمية فى موقعها ، وعالمية فى مدى وصولها، ونضمن تمامًا أنها تقع فى موقع يجعلها سريعة الاستجابة، هذا كل ما أود قوله فى هذا الخصوص".
وقال وزير الدفاع الكورى الجنوبى سونج يونج-مو إن واشنطن وسول اتفقتا على توسيع سبل التعاون المشترك المرتبط بالأعتدة الاستراتيجية بما فى ذلك إجراء دراسات لتطوير الردع ضد بيونج يانج.
ولفتت الصحيفة إلى أن سونج طلب من الولايات المتحدة فى الشهر الماضى النظر فى مسألة إعادة مد كوريا الجنوبية بالأسلحة النووية التكتيكية ، إلا أن هذه الخطوة لا يرجح حدوثها بين عدة مسئولين عسكريين أمريكيين ، إضافةً إلى أن هذه الخطوة من المحتمل أن تضع التوترات مع كوريا الشمالية فى مستويات جديدة ، فيما اعترض الرئيس الكورى الجنوبى على هذا المطلب.
وأعلنت البحرية الأمريكية الأسبوع الماضى عن خطتها لإجراء تدريب مكثف يتضمن حاملات طائرات ثلاث، "يو إس إس نيمتز" و"يو إس إس ثيودو روزفيلت" و "يو إس إس رونالد ريجان" ، بالإضافة إلى فرق الهجوم المصاحبة لها ، وتحوى حاملة الطائرات الواحدة عشرات الطائرات وآلاف البحارة وجنود البحرية.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التدريب سيجرى فى الوقت الذى يزور فيه ترامب كوريا الجنوبية وهو ما يعد حدثًا نادرًا حيث أنه لم تجرَ عملية بحاملات طائرات ثلاث منذ عام 2007.
وأشار دانفورد إلى أن حاملات الطائرات الثلاث ليس الهدف منهم استهداف كوريا الشمالية على وجه التحديد ، مضيفًا أن هذا أمر اعتيادى لإظهار التزام أمريكا تجاه المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة