صرح سمو أمير الكويت فى كلمته أمام مجلس الأمة الكويتى مؤخرا بأن ما يحدث من شقاق وعراك وتنابذ اليوم لن تغفره أجيال الغد، لأنه يقوض أركان مجلس التعاون الخليجى الذى نشأ فى عام 1981م ليبقى، وقد علقت على أكتافه آمال كبار خاصةً بعد انهيار كل مجالس التّعاون الأخرى فى العالم العربى شرقه وغربه.
إن مجلس التعاون الخليجى كان حاضنةً قوية لأهداف الخليجيين، وكان بمثابة منسأته القوية التى يتكأ عليها ويهش بها عن وجهه كل الذباب والغبار الإقليميين وأتربة الأطماع الدولية، بيد أن دودة الفرقة والفتنة خرجت من أرضها لتنخر بنيانها وأليافها الداخلية، مما يضعف قوتها لتآكل أحشائها التى كانت يوماً ما قوية .
لم تلق قطر بالاً لمطالب الدول الأربع، فقد طالبتها الدول المقاطعة بثلاثة عشر مطلبا، ثم أجملتها فى ستة مبادئ تم صياغتها وإطلاقها من القاهرة، لكن المكايدة والمكابرة وعدم إكتراث قطر لما يطلبه الأشقاء، كل ذلك كان كفيلاً بتجميد المشكلة ومراوحة المكان رغم الجهود المكوكية للوسيط الكويتى النزيه الذى تكن له كل الأطراف التقدير والإجلال !
يخبرنا السيد المبجل ريكس تيلرسون أن السعوديين ليسوا مستعدين الآن للحوار، وهو التصريح الذى تلقفه القطريون ليلقوا بالتبعة على الطرف المقاطع، والأخير يؤكد أن النظام القطرى مارق ووظيفى يخدم مصالح إقليمية ودولية لا تهتم بالصالح العربى وأنه إمتهن المراوغة وتوسل بالإرهاب لتحقيق مآرب تخدم أجندات محورها عدم إستقرار المنطقة والإضرار بالأمن القومى العربى .
فهل نستيقظ فجأة لنجد انهيار مجلس التعاون الخليجى وتحطم مؤسساته وتهشم منجزاته، أم أن العقل الخليجى سيداوى الداء ويجلب الترياق والدواء حتى يقضى على سوسة الفتنة ودودة الفرقة، فلا يصير جسد مجلس التعاون الخليجى قطعاً وأشلاء ؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة