على سبيل التندر – لا التندم - وتخفيفاً من وطأة الأحداث وفى سياق التأريخ الاجتماعى - نعم ما يلى وما سوف نذكره يُعد من التاريخ ومن رحم المجتمع ولا يزال الشهود أحياء - يمكننا أن نوضح بعض ما طرأ على حياتنا فى السنوات الأخيرة من متغيراتٍ أنبتت بعض الحقائق البسيطة والتى – ربما – تغيب عن أذهان البعض ومنها على سبيل المثال : -
1 - أن هناك جيلاً كاملاً لم يشتر ولم يقرأ جريدة ورقية على الإطلاق ( رحم الله جيلاً نشأ وترعرع على المشوار الصباحى المقدس .. العيش والفول والجرنال) .
2 - جيلاً كاملاً لم يستخدم التليفون الأرضى أبداً .
3 - جيلاً كاملاً لم يشاهد أى فيلم مصرى أبيض وأسود إطلاقاً.
4 - جيلاً كاملاً لا يعرف معنى الكلمات التالية ( رابسو، عصاية الغلية، البوتاس ) ولا يعرف ولم يتذوق أطعمة مثل ( البصارة، الخبيزة، الحلبة المعقودة) .
5 - جيلاً كاملاً لم يصنع الطائرات الورقية بيديه، ولا يعرف ولم يمارس الألعاب الشعبية التقليدية مثل ( الاستغماية، اللعب بنوى المشمش، السبع طوبات، أولنا الجن الجنى ).
6 - جيل كامل لم ولا يستمع إلى الإذاعة على الإطلاق.
إنها طبيعة الحياة وسنة الزمان، أجيال تلى أجيال، ولكل زمن مخرجاته وصفاته .. وربما يأتى زمان بعد هذا الزمان يُعد ما نحن فيه الآن مجرد ذكرى يتندر بها جيلٌ لاحق على هذا الجيل الذى أضحى يكتب رقمياً أكثر مما يكتب قلمياً .. مَن كان يُصدق أنه تمر أياماً على البعض لا يمسكون فيها بقلمٍ بعدما كان هو الصاحب فى كل وقتٍ هو وشقيقاته من الأوراق والتى أمست هى الأخرى تبيت حزينة حبيسة الأدراج المظلمة بالأسابيع والشهور بعد أن حلت محلها أوراق أخرى يُكتب عليها بالأزرار لا بالأقلام .. وسبحان من له الدوام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة