طارق البرديسى يكتب : استفتاءات ولدت لتموت

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 08:00 م
طارق البرديسى يكتب : استفتاءات ولدت لتموت استفتاء كردستان أو كتالونيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تستطيع صناديق الاقتراع سواء كانت انتخابات أو استفتاءات أن تفرض نتائجها وتحقق مرادها على الأرض دون قبول إقليمى ودعم دولى، وهذا ما ينبئنا به واقع الحال الذى هو أبلغ من أى مقال!

كيف تستطيع أربيل أن تجنى ثمار استفتاء الخامس والعشرين من سبتمبر الفائت وتنفصل عن جسد الدولة العراقية دون قبول بغداد وموافقة أنقرة واستحسان طهران وعدم اعتراض دمشق ودعم موسكو وواشنطن والإتحاد الأوروبى ؟!

لقد خسرت أربيل الكثير ففقدت سيطرتها على كركوك وضاعت منها زنجبار وخانقين وماكانت تسيطر عليه من مناطق متنازع عليها ولن تسعفها المادة ١٤٠ من الدستور العراقى فى قابل الأيام ..

وفِى أوروبا خسرت برشلونة المباراة أمام مدريد، إنها مباراة الإستفتاء وليست مباراة كرة قدم، وفِى السياسة ﻻتوجد ضربات جزاء ترجيحية، بل التعرض لفقدان ما كان يتمتع به الإقليم الكتالونى من حكم ذاتى وتطبيق الفصل ١٥٥ من الدستور الإسبانى ١٩٧٨ الذى يجيز لحكومة مدريد سحب صلاحيات كتالونيا التى كانت تحظى بها من قبل، وفقهاء القانون الدستورى الإسبان يقررون أن دستور كتالونيا الصادر فى ٢٠٠٦ يعترف بأن برشلونة إقليم تابع لإسبانيا !

 وكل دول الاتحاد الأوروبى تدعم مدريد ولسان حالها يقول : لو سمحنا وقبلنا بمثل تلك الاستفتاءات الصبيانية البهلوانية لتشظى الإتحاد الأوروبى لـ ٩٨ دولة وهو وضع عابث لا يمكن قبوله أو السماح به ..

إذن لا مناص من تجهيز القبر الملائم لدفن نتائج استفتاء الانفصال لتنام إلى الأبد فى لحدها الخالد بعد مواراتها الثرى غير مأسوف عليها ولا عزاء لمن لا يستوعب المفردات السياسية والعلاقات الدولية .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة