كيف تنظر إيران إلى التقارب السعودى - العراقى وزيارة تيلرسون إلى الرياض؟.. بوصلة بغداد نحو المملكة وتحركات الإدارة الأمريكية تثير مخاوف طهران من إبعاد حلفائها عنها.. وتوقعات بضرب الاصطفاف العربى-الأمريكى بـ"قطر"

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 08:00 م
كيف تنظر إيران إلى التقارب السعودى - العراقى وزيارة تيلرسون إلى الرياض؟.. بوصلة بغداد نحو المملكة وتحركات الإدارة الأمريكية تثير مخاوف طهران من إبعاد حلفائها عنها.. وتوقعات بضرب الاصطفاف العربى-الأمريكى بـ"قطر" ترامب وتيلرسون وتميم
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شكلت استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه إيران والاتفاق النووى المبرم بين هذا البلد والدول الغربية الست فى عام 2015، والتى أعلن عنها يوم الجمعة 13 أكتوبر الجارى، بداية مخاوف طهران على عواصم نفوذها فى المنطقة (العراق وسوريا ولبنان واليمن)، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية هددت بشكل صريح طهران وكشفت عن خطواتها فى تقويض نفوذها الذى بات مصدر قلق لحلفاء واشنطن، وقطع أذرع أخطبوط الحرس الثورى.

 

من هذا المنطلق، نظرت الدوائر السياسية داخل إيران إلى جولة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون فى منطقة الخليج، والتى جاءت بعد حوالى أسبوع من استراتيجيته، بعين الريبة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى العمل مع حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط لتقويض نفوذ طهران، وردود الفعل الخليجى التى جاءت متوائمة معها، فى النهاية حطت طائرة تيلرسون فى بداية جولته بالشرق الأوسط على أرض المملكة العربية السعودية، ما لم يدع مجالا للشك أمام ساسة طهران بأن الولايات المتحدة شرعت فى تطبيق استراتيجيتها الحازمة.

 

الملك سلمان ووزير الخارجسة الأمريكى
الملك سلمان ووزير الخارجية الأمريكى

 

زيارة تيلرسون إلى المملكة لم تكن وحدها تقلق إيران، بل تزامن وجوده مع زيارة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى وسبقه إلى الرياض بيوم واحد سفر رئيس أركان الجيش العراقى الفريق الركن عثمان الغانمى، الأول منذ عقود لمسئول عسكرى عراقى رفيع المستوى، كل هذه الزيارات، خاصة تبادل الزيارات العراقية السعودية المتكررة مؤخرا، كانت مؤشرا قويا لطهران بأن خطة تطويقها وتقويض نفوذها قد بدأ تنفيذها بين حلفاء واشنطن، لاسيما بعد مطالبة تيلرسون من داخل الرياض، طهران بسحب ميليشياتها من العراق.

 

رئيس الوزراء العراقى والملك سلمان
رئيس الوزراء العراقى والملك سلمان

 

لذا حاولت طهران الدفع بأن العبادى سيزور إيران، رغم أن العراق نفسه لم يعلن عن زيارة كهذه، على نحو ما أعلن مستشار المرشد الأعلى للشئون الدولية على أكبر ولايتى عن سفر مرتقب لرئيس الوزراء العراقى إلى طهران، واصفا إياها بـ"زيارة مصيرية"، وقال إن العبادى سيصل طهران قريبا، مشددا على أن العلاقات بين بغداد وطهران استراتيجية.

 

لم تقف محاولات إيران عند هذا الحد، بل حاولت التأكيد على استراتيجية العلاقات مع العراق، وكتب مساعد رئيس البرلمان الايرانى للشئون الدولية حسين أمير عبداللهيان، تغريدة توضح مدى القلق الإيرانى من التقارب السعودى العراقى، قال فيها "إذا أصبحت العلاقات السعودية والعراق طبيعية، وتوقف سلوك الریاض المخرب سيكون شئ ايجابى، العلاقات الاستراتيجية بين طهران وبغداد ثابتة و دائمة".

 

يلرسون ونظيره السعودى عادل الجبير
تيلرسون ونظيره السعودى عادل الجبير

 

وفى محاولة لتأكيد النفوذ الإيرانى، قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى، اليوم الإثنين "أين من الممكن فى العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج العربى اتخاذ قرار حاسم دون أخذ الموقف الإيرانى فى الاعتبار؟" وأضاف أن مكانة الأمة الإيرانية فى المنطقة اليوم أكبر من أى وقت مضى".

 

إعلام طهران يحذر من التقارب العراقى السعودى

 

إعلام طهران لم يخف قلق الدوائر السياسية، وحذرت أغلب الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء، من خطة تقليم أظافر إيران وقطع أذرع أخطبوط الحرس الثورى فى المنطقة وابتعاد بغداد عن طهران، وعلى صدر صفحتها ناقشت صحيفة اعتماد الاصلاحية زيارة تيلرسون إلى الرياض، ونشرت صورة للعاهل السعودى بصحبة وزير الخارجية الأمريكى.

 

وعلق المحلل الإيرانى داوود هرميداس باوند، قائلا إن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة تكمن فى التعاون مع أصدقاءها والمقربين منها فى المنطقة لتقويض النفوذ السياسى لإيران فى كلا من بغداد ودمشق، واعتبر أن البلدان العربية وضعت الحكومة العراقية على صدر الأولويات فى علاقاتها الخارجية، قائلا "لو أمنت مصالحها فمن الممكن أن تبتعد العراق عن طهران وتقترب من الرياض".

 

وحذر المحلل السياسى طهران من ابتعاد العراق عنها، قائلا إن السعودية من الممكن أن تجذب حكومة بغداد نحوها من أجل مشاركة واسع فى سياسة العراق عبر إرسال المساعدات المالية لإعادة إعمار العراق المنكوب.

 

واعتبر المحلل الإيرانى أن سفر تيلرسون إلى السعودية، يأتى كخطوة أولى فى تطبيق استراتيجية ترامب تجاه إيران، واعتبر أن هدفه النهائى ليس فقط مكافحة إيران بل سيؤمن مصالح الدول الصديقة والحليفة لإيران، على سبيل المثال تأمين المصالح الاقتصادية والسياسية للعراق وسوريا من أجل اخراجهما من دائرة النفوذ الإيرانى.

 

وقال إن واشنطن تسعى لإقرار علاقات جديدة بين العراق والسعودية، تبنى على أسس تأمين الاحتياجات الاقتصادية للعراق، خاصة أن بغداد فى حاجة ماسة للمساعدات الاقتصادية والمالية للإعمار بعد سنوات الحرب، والسعودية تطوق إلى مساعدة هذا البلد.

 

وحول سوريا، قال هرميداس، إن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل حكومة ائتلاف فى سوريا بمشاركة الفصائل المعتدلة، وإقصاء حكومة الأسد عبر الانتخابات وتمكين هذه الفصائل المقربة من الرياض وواشنطن، موضحا أن المساعدات المالية والاقتصادية لإعمار سوريا ستكون ذريعة السعودية لتوثيق علاقاتها مع الحكومة الجديدة، لافتا أن السعودية تسعى لإبعاد العراق وسوريا عن إيران باعتبارهما جسر يربط إيران بلبنان، وفى النهاية تهدف هذه الاستراتيجية لخروج الدول العربية من فلك نفوذ إيران.

 

تميم بن حمد امير الإرهاب
تميم بن حمد أمير الإرهاب

 

سيناريوهات الرد الإيرانى على إبعاد حلفاءها

إيران تستغل "قطر" للتصدى للمحور العربى - الأمريكى

وفى ظل إعمال الإدارة الأمريكية استراتيجيتها الجديدة ضد طهران، ستكون إيران مطالبة بوضع سيناريوهات للاحتفاظ بعواصم نفوذها، ومرجح أن تسعى لشق الاصطفاف العربى- الأمريكى المناهض لسياسات طهران بتوثيق علاقاتها بدولة "قطر" خاصة أنها الدولة الخليجية الوحيدة التى لم تصدر أى تعليق رسمى على استراتيجية واشنطن، وأمسكت العصا من المنتصف حتى لا تخسر الدعم الإيرانى لها فى الأزمة الخليجية، فإيران كانت الدولة الوحيدة إضافة إلى تركيا التى وقفت إلى جانب الدوحة منذ اندلاع الأزمة فى يونيو الماضى، وأرسلت إليها المواد الغذائية لسد العجز فى أسواقها.

 

كما أنه من الممكن أن تستغل طهران كارت الاتفاقية النووية للضغط على الإدارة الأمريكية، خاصة وأن شركاء الاتفاق الأوروبيين يصطفون خلفها فى معركتها النووية، ومتوقع أيضا أن يصعد الحرس الثورى من تهديداته لواشنطن حيث هدد مؤخرا باستهداف القوات الأمريكية فى المنطقة، كما أن استراتيجية ترامب ستجبر طهران على زيادة أعداد المليشيات الأجنبية التى ترسلها فى كلا من العراق وسوريا وإطالة أمد الحرب على داعش فى هذه المناطق، ومؤكد أيضا أن طهران لن تترك نفوذها ينحسر بسهولة فى المنطقة دون مقابل.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة