"قصاصين الأثر" مهنة لم يهزمها الـ GPS.. قوات الأمن تستعين بهم بعد حادث الواحات.. يفصلون فى المنازعات وينقذوا السائحين والدواب التائهة فى الصحراء.. ويتمتعون بذكاء فطرى وحواس لم تفسدها التكنولوجيا

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 07:00 م
"قصاصين الأثر" مهنة لم يهزمها الـ GPS.. قوات الأمن تستعين بهم بعد حادث الواحات.. يفصلون فى المنازعات وينقذوا السائحين والدواب التائهة فى الصحراء.. ويتمتعون بذكاء فطرى وحواس لم تفسدها التكنولوجيا قصاص الأثر
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بحواس قوية وموهبة فطرية وحدس لا يخيب حافظ قصاصو الأثر فى صحارى مصر على أهمية مهنتهم التى لم تنجح أحدث الأجهزة التكنولوجية فى تهميشها، بل ظلوا دائمًا البطاقة الرابحة فى أصعب الظروف، يساعدون على ضبط المجرمين من إرهابيين أو مهربين، أو يساهمون فى إنقاذ تائه فى الصحراء دخل فى صراع مع الزمن تكون نتيجته حياة أو موت، وهو الدور الذى برز مجددًا بعد حادث الواحات الإرهابى.

 

قصاص أثر: حواسنا قوية بسبب البيئة الهادئة

 

"دلوقتى التكنولوجيا بوظت كل حاجة، الجى بى إس والقمر الصناعى بيديك الطريق لكن لا هيقولك قدامك ماية ولا صخرة ولا جبل، لكن قصاص الأثر إللى زيى يقدر يطلع 570 كيلو فى الصحراء من غير علامات ولا يضلش" بفخر واعتزاز يتحدث "عثمان على" قصاص الأثر ودليل الصحراء فى سيوة عن سر تفوق قصاصى الأثر وأدلة الصحراء على التكنولوجيا.

 

ويضيف لـ"اليوم السابع": بنظرة واحدة لجرة العربية (أثر العجلات على الأرض) أعرف أنها غريبة على المكان، ولو لمحتها فى مكان آخر أعرف أنها السيارة التى رأيت أثارها على الأرض. وحتى إن انقطع أثر فى مكان ما أستطيع تخمين الاتجاه الذى ذهب إليه ولهذا يمكننا إنقاذ المفقودين فى العواصف حتى لو محت الرياح أثرهم، ويمكننا أن نعرف أيضًا هذا الأثر جديد أم مضت عليه عدة أيام.

 
قصاص الأثر عثمان على
قصاص الأثر عثمان على
 
 
 
 

وحسب "على" فإن تتبع الأثر ليست الموهبة الوحيدة لقصاصى الأثر فى الغالب فيقول: من يعيش فى جو الصحراء الهادئ تكون حواسه قوية جدًا، يكون عندنا بعد نظر ويمكننا حتى أن نرى فى الظلام وبسبب الهدوء يمكن إذا كان هناك 10 يتحدثون، كل اثنين منهم يتناقشون فى موضوع يمكننى أن أفهم عما يتحدثون.

 

شيخ مجاهدى سيناء: بيعرفوا البعير أعور ولا سليم من أثره

ويقول الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء لـ"اليوم السابع": نستعين بقصاصى الأثر فى الكثير من المأموريات، فلديهم قدرة كبيرة على معرفة الأثر من نظرة سواء كان أثر سيارة أو إنسان أو دابة "حتى الفار يعرفوا إن كان حامل ولا لأ، ويعرفوا البعير أعور ولا سليم" ويمكنهم أن يعرفوا صاحب الأثر مشى ليلاً أم نهارًا

 

 
الشيخ عبدالله جهامة
الشيخ عبدالله جهامة
 

يرجع الشيخ "جهامة" هذه البراعة إلى الخبرة فضلاً عن الذكاء الفطرى ويقول: هى هواية ورغبة واستعداد، وتحتاج أيضًا ذكاء فطرى بالإضافة إلى الممارسة فبعضهم يعرفون الأثر حتى على الحجر".

 

منظم رحلات سفارى: أتعابهم تختلف حسب زمن المهمة والهدف المطلوب

"عاملين زى الحاوى إللى بيطلع ثعابين وعقارب" وصف آخر أطلقه عليهم "جمعة بركات" ابن سيناء الذى يعمل فى تنظيم رحلات السفارى ويستعين بقصاصى الأثر من وقت لآخر عند الحاجة، ويقول: لديهم موهبة فطرية تصقلها الممارسة، فكلما زادت سنهم كلما كانوا أكثر براعة، ولهم الكثير من الأعمال بين تتبع أثر الجمال التائهة وإنقاذ التائهين فى الصحراء، فضلاً عن حسم المنازعات فمثلاً إذا كان هناك خلافًا حول تسلل شخص ما إلى مزرعة فلان، يستعينون بقصاص الأثر لتأكيد الاتهام أو نفيه.

 

وعن أتعابهم يقول "بركات" الأتعاب تختلف حسب المشوار هل يستمر يوم أم يومين أم أكثر، ويتقاضون فى اليوم من 200 إلى 300 جنيه، ولكن الأتعاب تختلف أيضًا حسب الهدف الذى يبحثون عنه.

 

تتبع الإرهابيين وإحباط الهجرة غير الشرعية وضبط المهربين.. مهام أمنية لقصاصى الأثر

 

وبعد حادث الواحات الإرهابى الأخير كشفت مصادر أمنية بوزارة الداخلية إن قوات الأمن استعانت بقصاصين أثر فى إطار عمليات تطهير المنطقة والبحث عن الفارين، وليست هذه المرة الأولى التى تستعين فيها قوات الأمن بقصاصى الأثر وإنما لعبوا دورًا بارزًا فى تعقب الإرهابيين فى جبال أبو تشت شمال محافظة قنا فى أغسطس الماضى.

 

وفى مارس الماضى، كشف اللواء هشام لطفى مساعد أول وزير الداخلية لوسط الصعيد أن قوات الأمن بدأت التعاون مع قصاصى الأثر من أجل إحباط عمليات الهجرة غير الشرعية فى الوادى الجديد، فضلاً عن الاستعانة بهم لملاحقة تجار المخدرات والسلاح.

 

كما تقبل إدارة التجنيد بالقوات المسلحة من وقت لآخر دفعات من المتطوعين من الأدلاء وقصاصى الأثر وتضمهم إلى قوات حرس الحدود، شرط أن يكونوا حاصلين على الشهادة الابتدائية على الأقل وأن يكونوا من قاطنى المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى شروط أخرى كأن يكونوا مصريين من أبوين مصريين ويتمتعون بحسن السير والسلوك وأن يكونوا لائقين طبيًا.

 

ويقول العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى لـ"اليوم السابع" إنه يتم الاستعانة بقصاصى الأثر فى المناطق التى تستوجب هذا، ولهم دور فعال يحظى بالاهتمام بالنسبة للقوات الأمنية أو القوات العسكرية، خاصة فى المناطق المعزولة أو التى لها طبيعة خاصة تتطلب ذلك، والتكنولوجيا لا تغنى عن دورهم وإنما يكون فى وجودهم شكل من أشكال الإضافة، ففى العمليات الأمنية نكون طول الوقت بحاجة للتأكد من المعلومة من أكثر من مصدر فتقول التكنولوجيا معلومة والعنصر البشرى يؤكدها أو العكس.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة