سيلفت انتباهك فى معرض صنع فى مصر فتاتان فى عمر الزهور لم يكملا عامهما العشرين بعد، فتجدهما يعملان على نول خشبى طويل، يتواريا عن العيون الناظرة لهما، وستندهش حينما تعلم أن هاتين الفتاتين أكبرهما تبلغ 16 عاماً، وهى منار أما الصغرى فهى فى الـ 14 من عمرها وتدعى وفاء على، وتتحدث الصغيرتان فى السطور القادمة ليرويا قصتيهما لـ " اليوم السابع " .
منار ووفاء ومحررة اليوم السابع
وتقول وفاء علي الفتاة ابنة الـ 14 ربيعاً، والطالبة بالصف الثانى الإعدادى:" رحلتى بعالم السجاد اليدوى بدأت قبل شهرين فبمجرد أن أنهيت الامتحانات وبدأت الأجازة أردت أن أتعلم حرفة تنفعنى عندما أكبر ومحتجش لحد، وأصرف على نفسى من عرق جبينى" .
وتواصل وفاء حديثها لـ " اليوم السابع "، قائلة كان لازم أتعلم وأكسب من تعبى لسد طلباتى فى ظل ارتفاع الأسعار والغلاء، فالحمل ثقل على أهلنا وأصبح غير محتمل" .
وفاء
وبدورها تقول منار أحمد الفتاة ابنة الـ 16 عاماً:" بشتغل فى السجاد اليدوى من خمس سنوات لما كنت بنت 11 سنة بعد أن تركت المدرسة رغماً عنى من أجل ظروف أهلى المقيمين فى الدويقة وحالنا كحال العديد من سكانها بحاجة إلى كل قرش لنتمكن فقط من مجرد العيش" .
منار تغزل السجاد
تقول منار: " كان نفسى أكمل تعليمى وأطلع مدرسة قد الدنيا " ولكن حكمة ربنا بمجرد أن تركت التعليم علمت أن جمعية جنة الخلود لتعليم الحرف اليدوية بحاجة إلى فتيات لتعلمهن غزل ونسج السجاد اليدوى، ولأننى كنت " غاوية " تعلمت سريعاً لدرجة أنى الآن أعلم البنات الصغيرات من حولى كيفية غزل السجاد وأعوض حلمى الضائع بأن أكون مدرسة" .
منار
وحول آلية عملها وعدد ساعات العمل الذى تقوم به، توضح منار:" أنا أعمل من الثامنة صباح كل يوم وحتى الثالثة عصراً، ولا أجد تعباً فى ذلك لحبى لعملى ولشعورى أنى أصنع شيئا قد يسعد إنسانا آخر حينما يراه ويثنى على أدائى ومجهودى به، وأهم شىء أن يكون الإنسان غاوى .. فالغاوى يصنع المستحيل " .
وفاء تغزل السجاد
وفاء ومنار ومحررة اليوم السابع
وفاء ومنار ينسجا السجاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة