محمود حمدون يكتب : لقاء الأنامل

الأحد، 22 أكتوبر 2017 07:00 م
محمود حمدون يكتب : لقاء الأنامل موظف حكومة - صورة ارشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت بسبيلى لقضاء مصلحة بجهة حكومية، مبنى قديم وسٌلّم ضيق لا يتسع لمرور شخصين متجاورين.

صعدت سريعا درجات السلم، عادة منذ الصبا رغم أن ذلك يٌجهدنى كثيرا بحكم السن الآن، وبينما أنا غارق فى تفكيرى كدت اصطدم بشخص يسرع النزول من الجهة المقابلة فتفاديته فى اللحظة الأخيرة ورفعت رأسى كى أوّبخه على رعونته، فالتقت عينانا، تذكّرتها كأنها البارحة بجمالها الارستقراطى وطولها الفارع، عدا سمنة خفيفة أصابتها لكن لم تنل من رونقها، رغم مرور عشرات السنين لكن بدا لى أن الزمن قد غفل عنها فزاد تألّقها عن ذى قبل.

توقفنا ننظر لبعضنا البعض وذكريات تداعت بسرعة غريبة وتهاوت معها جدر أقيمت بمرور السنين، والُسلّم يغص بالمارة من الجانبين، يعجزون عن المرور وبعضهم تأفف وسمعت من يأمرنا بالتنحى جانبا .

ندّت عنها ابتسامة على استحياء فرددت على ابتسامتها بأخرى أشد حرارة وأكثر ترحيبا بلقاء جاء صدفة فغمرها خجل ميّزها قديما وأعادها فى نظرى طفلة لا تزال ترفل فى براءتها.

أخرجنا من عالمنا صوت شابة يافعة تقول فى ضجر: لماذا توقفت عن النزول، الجو شديد الحرارة؟!..

غارت ابتسامتها عن وجهها وحلّ واقعا أجهله عنها الآن وقالت وهى تشير بيدها : ابنتى الكبرى، لا تتركنى أخرج وحدى خوفا من نوبة مرض قد تأتينى فجأة فى الشارع، مدت يدها سريعا بالسلام فالتقت الأنامل ثم سحبتها واختفت.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة