رأيتها البارحة صباحا، كانت تقبض بيمينها على الفراغ ويدها اليسرى تعبث بخصلات جمحت بعيدا ، سوداء الشعر واسعة العينين، كنت أراها طفلة لا تتجاوز مرحلة الصبا. وإن كانت متزنة الحديث راجحة العقل، حتى اقتربت منها وحادثتها فوجدتها تجمع بين نضج الأنوثة الكاملة ونزق الصبيات.
قلت لها : هل لى أن اسألك سؤالا سمجا ؟
لك ما شئت .!
كم عُمرك ؟!
كم عمرى برأيك ؟
تردّين على سؤالى بآخر وكأنك تتهرّبين من الإجابة أو تسخرين من سؤالي.!!
عفوا فقط أردت معرفة رأيك أولا .
أراك تقتربين من نهايات العشرينات .
رنّت ضحكتها فلفتت نظر عجوز تسير بجوارنا فضحكت بدورها فبان جمال داخلى لا يراه إلاّ المقرّبون ..
قلت : أخجلتينى فعذرا .
علام ؟! فأنا تجاوزت الأربعين بعامين تقريبا .
تُصرّين على السخرية !!
بصدق كما أقول لك، بدت فى عينيها نظرة صبية مقبلة على الحياة وكأن كلماتى قد لمست وترا أو أشعلت بارقة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة