حذر الكاتب البريطانى ديفيد جاردنر من أن تنظيم داعش هو الآن فى طور التحوّر إلى شبكة إرهاب دولية غداة سقوط خلافته المزعومة.
وأعاد جاردنر إلى الأذهان -فى مقاله بصحيفة الـفاينانشيال تايمز- كيف أن تنظيم القاعدة فى العراق بقيادة أبومصعب الزرقاوى كان قد تم الإجهاز عليه عام 2009 ومع ذلك فقد نهض من الرماد فى غضون خمس سنوات مُتخذًا اسمًا جديدا هو "داعش" ومتغذيًا على الدماء فى سوريا.
ونبه جاردنر إلى أن التنظيم بعد خسارة الأرض التى كان اغتصبها فى شمال شرقى سوريا وشمال غربى العراق مُعلنا عليها دولته المزعومة فى 2014- هذا التنظيم هو الآن فى طور التحول إلى جماعة متمردة مسلحة على الصعيد الإقليمى وشبكة إرهابية على الصعيد الدولى.
ونوه جاردنر عن أن تنظيم داعش منذ 2015 وهو يدعو كافة أنصاره إلى استخدام تكتيكات الحروب غير النظامية مِن تشكيلات عصابية بالمناطق الريفية وعمليات تفجيرية بالمناطق الحضرية فى الشرق، وهجمات إرهابية مُحْكمة التخطيط فى الغرب.
لكن الكاتب استدرك قائلا أن ثمة حالة الفوضى العارمة فى المنطقة يمكن للدواعش ومنافسيهم من الجماعات الإرهابية كـهيئة تحرير الشام أن تحيا فى ظلها، ذلك أن أيًا من العراق أو سوريا لم تكن أبدا فى حال من الضعف والدمار كما هى الآن، فضلا عن أن الغالبية العظمى من الذين شردتهم الحروب (11 مليون سورى، و4 ملايين عراقى) معظمهم من أهل المذهب السُنى، وهو ما يعتبر بمثابة بِركة شاسعة من اليأس والإحباط يلذّ للإرهابيين أن يصطادوا فيها وأن يظهروا بمظهر المدافعين عن العرب السُنة.
ولفت صاحب المقال إلى أن تقاعُس المجتمع الدولى عن التدخل فى سوريا والعراق إلى غاية أبعد من إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش- هذا التقاعس إنما يصب فى مصلحة المشروع الإيرانى الهادف إلى بناء جسر برى يمتد من العراق إلى الساحل السورى نزولا إلى لبنان فيما يعرف بالهلال الشيعى من جبال زاغروس إلى ساحل المتوسط.
