لست أدرى إن كنت رأيتها بقلبى أم وقعت عليها عينى أولا من بين زحام البشر الموجودين بالمكان.
لا أتذكر إن كنت رأيتها جالسة أم واقفة , فقط وقعت عينى عليها فأحسست وكأنى أعرفها منذ فترة وتلك قضية شغلتنى كثيرا أن أرى شخص للمرة الأولى فأشعر كأنى أعرفه من زمن طويل .
وقد ارتحت لها وشعرت كأن خيطا حريريا يربطنى بها ، فتقاربت الأمزجة رغم حدة طبع متأصلة بداخلها وقسوة بادية فى عينيها ، تأكدت أنها تخفى ورائهما قلبا مفعما بطيبة ، وضعفا كامنا تخشى ظهوره ..
وبجرأة لم أعهدها بنفسى قلت : صباحك خير " أو ربما مساء الخير ، فلا أتذكر الوقت تحديدا ".
ردّت التحيّة وعلى ثغرها شبح ابتسامة .. ثم تدفق النهر فجرف تياره كثيرا من الشوائب وأيقنت أنه من المستحيل أن أنزل للنهر مرتين .