إنها ليست أزمة وليدة اللحظة أو العام أو حتى القرن الحالى، وإنما ولدت مع العصور الوسطى، وتتعلق عادة بمعتقدات وموروثات قديمة ليس لها علاقة بما نعيشه حالياً .
فى البداية يجب تعريف مفهوم زواج الأطفال وهو الزواج فى سن مبكرة قبل مرحلة البلوغ، سواء كان بلوغ الرجل فى سن 21 أو بلوغ المرأة فى سن 18، وأسبابه متعددة ولكن يمكن أن نخلص منها بأبرز الأسباب وهى الفقر الشديد، بحيث تلجأ الأسرة إلى زواج بناتها بمجرد الوصول إلى سن 12 عاماً نتيجة لاحتياج الأسرة إلى مبلغ المهر الذى سيدفعه الرجل مقابل موافقة الاهل على الزواج من الابنة ذات السن الصغيرة .
وكذلك من أبرز الأسباب هو الخوف من العنوسة ويأتى كثانى أهم الأسباب نتيجة لاتجاه رب الأسرة لسرعة تزويج بناته فى سن مبكره درءاً للشائعات التى تنتشر فى مناطق معينة من الريف المصرى، كما يأتى ثالث اهم الاسباب وهو الأمية، نتيجة لجهل رب الأسرة وكذلك عدم رغبته فى تعليم بناته بمبدأ أن البنت ليس لها سوى منزل الزوجية ورعاية شئون زوجها .
المثير للتفاؤل فى هذا الأمر أن مصر ليست من بين الدول العشرين الأكثر انتشاراً لهذة الظاهرة، والتى تأتى فى مقدمتها دولة النيجر تليها دولة تشاد، بنسب تتراوح ما بين 60 إلى 70% من النساء المتزوجات فى هذه الدول فى سن الطفولة، ولكن وقبل أن تتفاقم تلك الظاهرة السيئة كان لابد لها من حلول .
ومن الواضح أن الجهود التى تقوم بها منظمات حقوق المرأة فى هذا المجال لم تؤت ثمارها بدليل عدم تقلص اعداد المتزوجات فى سن الطفولة ما بين عامى 2006 وحتى العام الجارى 2017، خاصة وان نتائج هذا الزواج غالباً ما تكون كارثية سواء بالطلاق أو وفاة الزوج الذى فى أغلب الأحوال ما يكون فى سن كبيرة نسبياً .
وعليه فإن حل تلك الأزمة يكمن فى تضافر جهود تلك المنظمات إلى جانب دعمها من جانب الحكومة، بالإضافة إلى جهود المجتمع ذاته سواء عن طريق تدخل الأقارب أو الجيران ممن نالوا قسطأ من التعليم لشرح مساوئ هذه الظاهرة لمن حولهم حتى تنتهى من مجتمعنا إلى غير رجعة .. والسلام ختام .