فى ظل استمرار أزمة انفصال كتالونيا عن إسبانيا وحالة الغموض التى تسيطر عليها بسبب إعلان رئيس الحكومة الكتالونى كارليس بوديجيمونت الاستقلال من جانب واحد ثم طالب بوقف قراراه إلى أن يتم الحوار مع مدريد، وقالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية تحت عنوان "إنذار لبوديجيمونت.. التراجع أو تفعيل المادة 155" إن الحكومة الكتالونية مهددة بتعليق الحكم الذاتى للإقليم حال استمرارها فى طريق الاستقلال.
وقالت الصحيفة إن 72% من النواب البرلمانيين يساندون تطبيق رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوى للمادة 155 من الدستور الإسبانى فى مواجهة السلطات المحلية بكتالونيا ردا على التحدى الانفصالى.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن ردا رسميا يتم الإعداد له من أجل مواجهة تحدى الاستقلال بالإقليم، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية والحزب العمالى الاشتراكى الإسبانى أهم أحزاب المعارضة اتفقا على تفعيل الفصل 155 من الدستور إذا لم يتراجع رئيس الحكومة الكتالونية كارليس بوديجيمونت ويتخلى عن مشروعه الانفصالى قبل يوم الخميس 19 أكتوبر الجارى.
كما تضمن الاتفاق بين الجانبين، إطلاق تعديل للدستور الإسبانى سيركز بالخصوص على النموذج الأمثل للحكم الذاتى لمختلف المناطق بإسبانيا.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الكتالونى لديه مهلة إلى يوم الاثنين القادم من أجل توضيح موقفه حول ما إذا كان قد أعلن استقلال الاقليم أم لا خلال الخطاب الذى ألقاه أمام البرلمان الكتالونى الثلاثاء الماضى، كما أن لديه مهلة إلى يوم الخميس 19 أكتوبر من أجل التخلى النهائى عن مشروعه الانفصالى.
ومن ناحية آخرى فقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن عدد المتظاهرين المشاركين فى مسيرات مؤيدة لوحدة إسبانيا والتى انطلقت أمس فى العيد الوطنى، وصل إلى 950 ألف شخص، وتجمعوا تحت شعار "فلنعد إلى الصواب"، وأيد راخوى المسيرة، متعهدا بالحفاظ على بلاده موحدة.
وكتب راخوى فى تغريدة على "تويتر": "فلنعد إلى الصواب دفاعا عن الديمقراطية والدستور والحرية. سوف نحفظ الوحدة الإسبانية، لستم وحدكم".
وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين طالبوا بسجن رئيس حكومة كتالونيا كارليس بوديجيمونت، وردد البعض من المتظاهرين "الانفصاليين يستخدمون أولادنا".
ونظمت المظاهرة من قبل جمعية الكتالونية المدنية، فضلا عن كيانات أخرى، وطالب مانويل ميرو رئيس الجمعية بوديجيمونت التوقف عن الحديث بالنيابة عن الشعب الكتالونى، كما دعا إلى حوار فى إطار القانون، وحذر كليمنتى بولو، رئيس التجدد الديمقراطى من شدة الانفصاليين ودفع الشعب الكتالونى إلى حافة الهاوية، وقال "الانفصاليين لديهم قدرة على خداع الكتالونيين، وانتهاك القوانين التأسيسية الغير محدودة، وانفصال كتالونيا لم يكتمل ولن يكتمل، ولابد من استعادة النبض الديمقراطى وشفاء الجروح المفتوحة"، واتهم الحكومة الكتالونية بخلق حالة من عدم الاستقرار السياسى المتنامى، وخلق حالة من عدم اليقين القانونى وعدم اليقين الاقتصادى".
وأكد أيضا أن "حل المؤسسات والشركات المالية، وتدفقات رأس المال التى تسببت فى إعلان مجرد نية حكومة كتالونيا لإعلان الجمهورية التشيكية، وتبين أيضا أن الانفصال هو عمل مدمر لبرشلونة"، وعبر عن أسفه لـ"التدهور الخطير" للتعايش فى كتالونيا بفضل الكيانات بالسيادة" مع التحريض على الكراهية والعصيان وتنظيم عمل لجان الدفاع عن الاستفتاء.