د. داليا مجدى عبد الغنى يكتب :dr Dalia.JPG لحظة الإنقاذ

الجمعة، 13 أكتوبر 2017 10:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى يكتب :dr Dalia.JPG لحظة الإنقاذ الدكتورة داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من يظن أن حياته قد انتهت، وأنه على حافة الموت، وليس المقصود هنا بالنهاية أو الموت، نهاية الحياة بالشكل المادى للكلمة، وإنما الموت المعنوى، أى أنه يتحول الجسد إلى مجرد مُؤدى رائع للحركات دون وجود روح أو نبض حقيقى يهتف باسم الحياة، فعليه أن يتذكر أن لكل ألم نهاية، وأن النجاة قد تأتيه فى لحظة قد لا يتوقعها، وتُعيد إليه الحياة مرة أخرى، وتُعيد أيضًا إليه النبض والأمل فى الحياة .

فالحياة لم ولن تسير على وتيرة واحدة، فهى مُتغيرة، وعندما تتغير يتغير معها كل شىء، ومن يُنقذك ليس بالضرورة أن يكون يعرفك، أو يكون بينكما تاريخ معين، وإنما قد يُنقذك دون أن يدرى أو بهدف إنقاذك فقط، أى دون مقابل، فكما أن هناك أشخاصًا قد يضروك، دون أسباب، فأيضًا هناك من يُنقذوك دون أسباب .

فلقد سقطت قطة صغيرة فى بئر عميق، ودَوَّت صرخاتها العالية، حتى أن صوتها حرك المياه، فسمع فلاح الصوت، وأطل برأسه إلى داخل البئر، وشاهد المنظر، وكم كان متأثرًا للغاية، وكانت القطة تُحاول الهرب من الماء إلى حافة الجدار، وكانت على وشك الغرق، فتأثر الفلاح بما رأى وسمع، وسارع بإنزال دلوه إلى أسفل سطح ماء البئر، آملاً أن يُنقذ به القطة، ولكن القطة لم تفهم ما صنعه الفلاح من أجل إنقاذها، واستمرت فى محاولتها فى تسلق الجدار، ولكن دون جدوى، وظلت تصرخ وتصرخ، وفجأة توقفت عن الصراخ، لقد وجدت نفسها ترتفع إلى أعلى، وهى بداخل دلو الفلاح، لقد أنقذها بالفعل .

وهكذا، فالإنقاذ قد يأتى فجأة، ودون ترتيب مسبق، وفى آخر لحظة، فلا معنى لليأس، وإذا آتاك وقهرك واستبد بك، فانتظر لحظة الإنقاذ.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة