خالد عزب يكتب: ابن القبطية لوليد علاء الدين

الجمعة، 13 أكتوبر 2017 12:00 ص
خالد عزب يكتب: ابن القبطية لوليد علاء الدين غلاف رواية ابن القبطية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك تساؤلات تطرح فى المجتمع المصرى بفعل التعايش بين المسلمين والأقباط، خاصة أنهما فى مجتمع مشترك التعايش، علاقات الحب فيه بين الرجل والمرأة واردة بقوة، فماذا لو تزوج مسلم بقبطية وأنجبا طفلاً كبر، فصار يعامل على أنه ابن القبطية ويجرى من هذا السياق بناء رواية وليد علاء الدين فر روايته "ابن القبطية" التى تعد نسقا يعالج مشكلة اجتماعية، قد تبدو للوهلة الأولى صادمة فى سياق الرواية، وفى سياقات بعض شرائح الطبقة الوسطى فى مصر، ولكن فى شرائح أخرى خاصة فى المناطق العشوائية، حيث الانكماش والانغلاق والشوارع المظلمة والمنازل المظلمة يبدو سياق الرواية منطقيا، فهل طرق وليد علاء الدين بجرأة ما لم يجرأ غيره على طرقه.
 
فى حقيقة الأمر لو سألت عن رواية تترجم من العربية إلى لغات أخرى صدرت فى السنوات الأخيرة لاخترت هذه الرواية، مع عدد قليل آخر من الروايات التى صدرت باللغة العربية فى السنوات الأخيرة، قدرة وليد على السرد نراها فى انعكاس قدرته على الكتابة المسرحية، فأحيانا نراه يكتب المشهد داخل الرواية على كأنه يمثل على خشبة ثم ينقلنا إلى الصيغ الخيرية فى الحوار، وهو ما يعكس مهارته الصحفية، هذه التعددية فى تقنيات السرد، جعلت من قراءة هذه الرواية متعة بانتقال القارئ من تقنية لأخرى، إذ لا يحدث هذه مللا لمن يقرأ، بل إحساسا بأنه يتفاعل مع أحداث الرواية التى يرسمها الراوى كأحداث تصاعديا سرعان ما تهدأ لتعود لتفوز مرة أخرى عبر صدمة الخبر الذى يلقيه الراوى ليكسر حاجز سكون الأحداث.
 
يوسف حسين بطل الرواية الذى يمر بأزمات نفسية وعاطفية تتجلى فى رفض أسرة الحبيبة أمل تزويجها له لأن أخواله أقباط، هو ذاته مع الزمن يكتشف أن أزمته هو زواج أمه بأبيه، ليلازمه مرض نفسى صاعد منه وعاناته من قصة حب أبيه لأمه، وكأنه ضحية لحب جارف كان هو نتاجه، ومجتمع يمارس الخداع باسم التسامح، ويمارس اللاتسامح باسم الدين، هويته المزدوجة آلمته كثيرا، وهو ما يصيغه وليد علاء الدين فى عبارات أقرب إلى اللغة الشعرية، هذه الرواية بها بعد فلسفى غير ظاهر، مما نقرأ من خلاله تأثر الراوى بنجيب محفوظ الذى حملت رواياته فلسفة غير ظاهرة للعيان، هنا وليد يبحث عن الإنسان ومشاعره وحقيقة وجوده كإنسان بعيدا عن الدين، ليطرح تساؤلات على المجتمع المصرى ثقافية واجتماعية من الصعب أن يفلت المجتمع من الإجابة عليها، لأن هذه الإجابة هى مستقبل هذا المجتمع.
 
أوهمنا الراوى أن ينقل من الكراسة الزرقاء للبطل المأزوم ليتحدث بصراحة عبر هذا النقل عن أزمته، فهل كان وليد يهرب من المواجهة الصريحة مع القارئ عبر وسيط؟
البطل هنا تتجاذبه الكنيسة ويتجاذبه دين أبيه، فى صراع إضافى يضاف لصراع حبه الذى فقده، ولا يريد المجتمع أن يتركه ليعيش حياته فى سلم، فإما أنه منبوذ بسبب الأب أو الأم أو بسبب رغبته فى العيش سالما، ويتجلى هذا عندما يدور حوار بينه وبين رسول الكنيسة عندما يقول: "إنها لعبة الوجود.. وجود كل منا منتقص بوجود الآخر" فيرد بطل الرواية: "أنا وجود مشترك" وعن مأساته يقول البطل: "حاربت الدنيا من أجله وحارب من أجلها ناسه أما أنا فقد ضاعت منى أمل (حبيبته) لأنهما نجحا فى حربهما وتزوجا وعلقا على جدار غرفتهما آية الكرسى ملاصقة للصليب".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة