- يوسف ملاك: رسوم وصية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة 10 جنيهات والقانون لا يطبق
- أقنعت أخى بالتبرع وينتظر وضع الصحة آلية للحصول على الأعضاء بعد الوفاة
- وزير الصحة تفاعل مع جميع طلباتى وطلبت انعقاد عاجل للجنة زرع الأعضاء
"نمنح التراب أجسادنا وأعضاءنا ونرفض أن تكون سببا فى حياة جديدة لآلاف المرضى الآخرين الذين يحتاجون لنقل وزراعة الأعضاء".. بهذه الكلمات بدأ يوسف عبد الملاك حنا الذى يبلغ من العمر 26 عاما صاحب أول وصية رسمية موثقة بوزارة العدل كأول متبرع بأعضائه بعد الوفاة، مؤكدا أنه صدم عندما علم أن القانون يسمح بالتبرع بالأعضاء من المتوفين حديثا لكنه غير مفعل ولا يوجد آلية للتطبيق.
وقال يوسف عبد الملاك حنا فى حواره لــ"اليوم السابع" لابد من التحرك لإنشاء بنوك لحفظ الأعضاء البشرية ووضع آليات محددة لمسألة التبرع بالأعضاء من المتوفين حديثاً بمعنى إعمال القانون للقضاء على سمسرة وتجارة الأعضاء ومنح آلاف المرضى الحياة من جديد، لافتاً إلى أن قداسة البابا شنودة حث فى عظاته قبل رحيله على التبرع بالأعضاء.
وإلى نص الحوار:
كيف طرأت مسألة التبرع بالأعضاء على تفكيرك ؟
اعتدت التفكير على ما هو غير معتاد ومصادفة فى إبريل 2017 قرأت قانون زراعة الأعضاء ووجدت أنه يمكن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة شرط أن أكتب وصية وأوثقها بالشهر العقارى ولما تأكدت من المعلومة دار بذهنى مشاكل المرضى وحياتهم التى تكون مرهونة بعضو ينقل إليهم فتكتب لهم حياة جديدة وتستقر أسرهم .
ما الذى فعلته بعد ذلك خاصة أنك استشعرت أهمية الفكرة ؟
بحثت أكثر وقمت بطباعة قانون نقل وزراعة الأعضاء وتفحصته وزاد اقتناعى بفكرة أننى لابد من أن أتبرع بأعضائى بعد الوفاة، وبالفعل عرضت الفكرة على البعض ونالت قبولهم والبعض الآخر رفضها واتهمنى بالجنون وكان من بينهم اخوتى وبعض الأصدقاء.
كيف أصريت على الفكرة والتحرك لتكون واقعا بالنسبة لك؟
بينى وبين نفسى انتهت مسألة اقتناعى بالفكرة وعزمت على أن أذهب إلى اللجنة العليا لزراعة ونقل الأعضاء التى تتبع وزارة الصحة لاتخذ الإجراءات اللازمة للتبرع بأعضائى بعد الوفاة، وفعليا كان ذلك واقعا، بعدما قمت بزيارة اللجنة العليا، وطلبوا منى أن أتحرى مدى قانونية الأمر من عدمه بالتأكد من وزير الصحة شخصيا عبر طلب أوضح فيه رغبتى بالتبرع بأعضائى بعد الوفاة.
وماذا فعلت بعد ذلك؟
توجهت إلى مكتب الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان وتقدمت بطلب إلى الوزير يتضمن رغبتى بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الطبيعية أو فى حالة الحادث، وتركت الطلب لمدير مكتبة وظننت أن الموضوع لن يتحرك وفوجئت بعد أيام أن الوزير أحال الطلب للشئون القانونية بالوزارة وأقرت أعمال القانون وتفعيله وأنه لا مانع مطلقاً .
وما هى الإجراءات التى اتبعتها لكى تنهى أوراق التبرع؟
اقنعنى المستشار القانونى لوزارة الصحة أن أذهب إلى الشهر العقارى وأن أقوم بتوثيق وصية تتضمن رغبتى بالأعضاء المراد التبرع بها وتقديم طلب للعلاج الحر بالوزارة بذلك لى، وأن أنتظر أن تمنحنى اللجنة إفادة أو توصية بالآليات التى ستتبع لنقل أعضائى بعد وفاتى ولازلت أنتظر ذلك حتى الآن لأن اللجنة العليا لزراعة الأعضاء لم تحددها حتى الآن.
كيف تصرفت عندما علمت أن رغبتك أمامها تحديات؟
بقرأتى للقانون أدركت أن اللجنة العليا لزراعة الأعضاء تجتمع بدعوة من وزير الصحة أو بناء على طلب 3 أعضاء فتقدمت بطلب لوزير الصحة لدعوة اللجنة للانعقاد لوضع الآليات التى بموجبها تتم عمليات التبرع وحاولت التواصل مع 3 من أعضاء اللجنة لدعوتها للانعقاد للبت فى الطلب وكان من ضمن هؤلاء الأعضاء الدكتور رشاد برسوم عضو اللجنة والمستشار القانونى للوزارة باعتباره عضوا والدكتور ياسر سلمان.
ما هى دوافعك للتبرع بأعضائك بعد الوفاة ؟
دوافعى وراء ذلك لا أريد من ورائها أى شىء إلا مصلحة المجتمع خاصة أننى عندما زرت اللجنة العليا لزراعة ونقل الأعضاء لم أكن أعرف أننى سأكون أول شخص يتبرع بأعضائه بعد الوفاة وظننت أنى تأخرت فى الطلب لكن على أى حال دعنى أقول لك أنى أرتكز فى فكرتى إلى حث البابا شنودة فى إحدى عظاته على أهمية التبرع بالأعضاء لكونها حياة للآخرين، كما أنها ستقضى نهائيا على السمسرة والتجارة فيها، فضلا عن أنها لها أهمية اجتماعية كبيرة فى استقرار أسر المرضى.
حدثنى عن رأى الأسرة فى قرار التبرع بأعضائك بعد الوفاة ؟
والدى حتى الآن لا يعرف لكن باقى أفراد الأسرة وأخوتى قطعا يعلمون بالموضوع، فى البداية استنكروا القرار ولكنى أقنعتهم بعد وقت كبير ونتيجة لذلك أخى أفصح لى عن رغبته فى الرغبة بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة، لكن أرجأت القرار حتى تتضح معالم الأمور معى أولا ثم بعد ذلك يتحرك ليهب أعضائه للمرضى لا أخفى تخوفات الأسرة على لكن أنا أتحرك بنية الخير ولن أتردد.
هل فى أسرتك أو أصدقائك أحد توفى لعدم وجود من يتبرع بعضو لإنقاذه من مرض حرج؟
نعم عمتى توفت بفشل كلوى ولى صديق طبيب أيضا توفى بنفس المرض ولو كان هناك أعضاء متوفرة لما حدث ذلك.
هل لجأت للموسسات الدينية الرسمية لتحصل على فتوى تعزز قرارك فى التبرع بأعضائك؟
نعم تقدمت بطلب إلى دار الإفتاء لأحصل على فتوى منها تفيد جواز التبرع بالأعضاء وأنتظر إصدار الفتوى للترويج للفكرة وجعلها قضية مجتمعية تثمر عن إقرار التبرع من المتوفين حديثاً وبالنسبة للكنيسة أعتمد على تسجيل صوتى لقداسة البابا شنودة بأن التبرع بالأعضاء ضرورة مهمة وليس فيه أى مشاكل دينية ويجوز الصلاة على المتبرع وأعضائه ناقصة.
هل كلفك إصدار وثيقة التبرع بالأعضاء مصاريف باهظة ؟
لا مطلقاً فتكاليف إصدار الوصية موثقة فى الشهر العقار لم تتعدى 10 جنيهات وداخل الوزارة لم أدفع أى مليم واحد لأى جهة حتى الآن .
ما هى طموحاتك لتفعيل عملية التبرع بالأعضاء من المتوفين حديثا ؟
أتمنى أن تدشن وزارة الصحة حملة قومية للتوعية بأهمية زراعة الأعضاء وأن تعلن استقبال طلبات التبرع بعد الوفاة وأن يتم إنشاء بنوك لحفظ الأعضاء البشرية وتخصيص مستشفيات تتولى نقلها وزراعتها من وإلى المرضى كما أحلم بتأسيس جمعية تكون لها صفة شرعية وقانونية تجمع الراغبين فى تطبيق الفكرة بغض النظر عن أى شىء وتستهدف بناء الوطن ودعم المجتمع وتسهيل عمليات زراعة الأعضاء فى مصر ليكتب لآلاف المرضى الحياة ثانية.
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد
التبرع باللاعضاء
انت انسان ومحترم وصاحب اراده عظيمه