عن عبدالله بن عباس رضى الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول "عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله".
تأتى ذكرى السادس من أكتوبر كل عام لترسخ فينا حب الوطن والانتماء، ولتذكرنا بأجيال صمدوا وتحدوا الصعاب من أجل رفعة الوطن وسلامة أراضيه؛ جاءت لتزرع فى نفوسنا الأمل بأن القادم أفضل لا محالة وأن اللحظات الصعبة يعقبها الفرح والانتصار .
فالإنسان المصرى عرف بالتحدى وعدم الاستسلام ودماء شهدائنا البواسل كانت خير مثال على ذلك، وذكرى النصر ليست فقط لنحتفل بها لكن لنأخذ منها العبر والدروس ونجعل منها فرصة حقيقية لإعادة البناء والتنمية وهذا يبدأ بالأسرة.
فالأسرة التى ترسخ فى نفوس أبنائها حب الوطن والانتماء له؛ إنما تخرج أجيالا واعية تؤمن بأن الوطن هو الملاذ والملجأ لكل نفس ضائعة، فعلموا أبناءكم كيف يحافظون على وطنهم وكيف يحترمون جيشهم وهذه هى الفطرة السليمة للمجتمعات الراقية وحتى تنجح الأسرة فى ذلك فعليها.
عدم الحديث أمام الأبناء بلغة سلبية على مجريات الأمور بالوطن، والاعتراف بأن ما يمر به الوطن إنما هو كبوة سرعان ما ستنتهى إذا تماسكنا وتعاونا على الحب والتكاتف وتخطى الصعاب بنفس راضية حفاظا على هوية أبناءنا وصحتهم النفسية .
علموا أبناءكم حب التاريخ، فقراءة تاريخ الوطن تساعد الإنسان على التعرف على حضارة وطنه والإعتزاز بها، وقد نختلف أو نتفق على مرحلة تاريخية معينة ولكن لا اختلاف على حب الوطن .
اجعلوا من هذه الذكرى التاريخية بداية جديدة تتصالح فيها النفوس والأفئدة الحائرة لنتعلم منها كيف يكون أدب الخلاف والإختلاف مع الرأى الآخر ، فالأسرة التى تؤمن بالموضوعية فى إدارة الحوار تخرج جيل مدرك لحقائق الأمور يحترم وجهات النظر مؤمن بأن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية .
أيضا فالاحتفال بذكرى النصر فرصة للتعرف على الأماكن التى شهدت حرب 1973، فزيارة الأماكن التاريخية تساعد على الربط بين ما يتعلمه الأبناء من أحداث تاريخية وبين الصور الواقعية للحدث التاريخى.
أيضا فهذه الذكرى دعوة للتغيير ودعوة للتفاؤل بالخير وإحسان الظن بالله عز وجل مع السعى والحرص على التغيير، فغيروا من أنفسكم دائما للأفضل مصداقا لقول الله عز وجل "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" سورة الرعد.
فعلموا أبناءكم ثقافة البناء لا الهدم، واحرصوا على غرس الإيجابية فى أخلاقهم بحب الوطن والحفاظ على منشآته واحترام مقدساته، وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة.