تركيا تتلقى ضربة دبلوماسية موجعة من أمريكا.. واشنطن تعلق تأشيرات الأتراك بعد اعتقال موظف بقنصليتها بتهمة التجسس.. أنقرة تستدعى مستشار السفارة الأمريكية وترد بقرار مماثل وتعتقل آخر.. وأردوغان يفشل فى حل الأزمة

أزمة دبلوماسية جديدة انفجرت فى وجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بدأت مع تعليق البعثة الأمريكية فى أنقرة جميع خدمات إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة فى كل منشآتها الدبلوماسية بتركيا.

وينذر ذلك الخلاف بتفاقم أزمة كبيرة بين الدولتين، لاسيما مع استدعاء القضاء موظفا تركيا جديدا فى القنصلية الأمريكية باسطنبول لاستجوابه، فيما رد نظام أردوغان ردا تمثل فى تعليق خدمات إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة فى جميع المنشآت الدبلوماسية التركية بالولايات المتحدة.

سبب اشتعال الأزمة

واشتعلت الأزمة التركية الأمريكية على خلفية اعتقال السلطات التركية، أحد موظفى البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى إسطنبول وتوجيه تهم رسمية له بالتجسس، ما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار بتعليق منح التأشيرات للأتراك، فيما حثت السلطات التركية، اليوم الاثنين، واشنطن على العدول عن ذلك القرار.

فى إطار ذلك، أعرب الرئيس التركى، عن أسفه لقرار الولايات المتحدة تعليق خدمات منح التأشيرات فى تركيا، إذ قال أردوغان على هامش مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأوكرانى بيترو بوروشنكو فى كييف: "قرار واشنطن الذى ردت عليه أنقرة بقرار مماثل، بالطبع قبل كل شىء هذا القرار يحزننا كثيرا".

 

وواصلت أنقرة تعقب موظفى ممثليات الولايات المتحدة على أراضيها، إذ ذكرت وسائل إعلام تركية أن موظفا ثانيا "استدعى من قبل المحققين فى إسطنبول لاستجوابه".

وأفاد التلفزيون التركى فى وقتٍ سابق، أن مذكرة اعتقال صدرت بحق الموظف، فيما أوقفت زوجه الموظف وابنه فى محافظة أماسيا وسيتم نقلهما إلى اسطنبول للخضوع للتحقيق.

استدعاء مستشار السفارة الأمريكية بتركيا

ومع تصاعد الخلاف التركى الأمريكى، استدعت وزارة الخارجية التركية المسئول الثانى فى السفارة الأمريكية بأنقرة فيليب كوسنيت، وسلمته طلب أنقرة بعدول واشنطن عن قرارها تعليق كل خدمات التأشيرات باستثناء الهجرة فى ممثلياتها فى تركيا.

الرد الأمريكى على قمع أردوغان

فيما قال السفير الأمريكى لدى تركيا، مساء اليوم، إن مدة تعليق خدمات التأشيرات فى تركيا ستتوقف على المحادثات بين الحكومتين بخصوص اعتقال موظفين أتراك فى السفارة الأمريكية.

وأضاف السفير جون باس فى بيان مكتوب أن مدة التعليق ستتوقف أيضا على "التزام الحكومة التركية بحماية منشآتنا وموظفينا هنا فى تركيا" مشيرا إلى أن ذلك ليس حظرا لإصدار التأشيرات للمواطنين الأتراك.

وتابع أن السفارة لا تعرف سبب القبض على موظف تركى بالسفارة الأسبوع الماضى أو الأدلة ضده.

فيما قال وزير العدل التركى عبد الحميد جول، إنه يأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر فى قرارها تعليق معظم خدمات منح التأشيرات للمواطنين الأتراك.

 وكانت السفارة الأمريكية فى أنقرة أعلنت أن "الأحداث الأخيرة" أجبرت الحكومة الأمريكية على إعادة تقييم مدى "إلتزام" تركيا حماية أمن البعثات الأمريكية فى البلاد.

 

وأوضحت السفارة قائلة :إنه وبهدف تقليص عدد الزوار خلال فترة التقييم هذه "علّقنا، وبمفعول فورى كل خدمات التأشيرات لغير المهاجرين فى كل المرافق الدبلوماسية والقنصلية فى تركيا".

ويتم إصدار التأشيرات لغير المهاجرين لجميع المسافرين إلى الولايات المتحدة للسياحة، والعلاج الطبى وإقامة الأعمال والعمل أو الدراسة لفترات محددة. فيما تخصص تأشيرات الهجرة للذين يريدون العيش فى الولايات المتحدة بشكل دائم. الأمر الذى دفع أردوغان بالرد على هذا القرار بتعليق مماثل.