سامح الخوانكى يكتب: "السد العالى"

الجمعة، 27 يناير 2017 10:00 ص
سامح الخوانكى يكتب: "السد العالى" عمال بمصنع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالعزيمة والإرادة البشرية تُبنى الأوطان وأسوة بالمشروع الوطنى العملاق الذى يمثل تجسيد للروح الوطنية فى أبهى صورها، فقد صنع الحارس الأمين عصام الحضرى نموذجاً فريداً للإصرار على النجاح والمحافظة عليه، فتم إطلاق لقب السد العالى عليه عن جدارة واستحقاق فمنذ نشأته فى كفر البطيخ وإلتحاقه بالنادى الأهلى مروراً بالعديد من الأندية ووصولاً إلى نادى وادى دجلة فقد كان ولازال مثالاً للاعب المنضبط الإحترافى الذى لا يلتفت إلاّ لكل ماهو إيجابى يدفعه نحو النجاح والتقدم وقد أشاد بإلتزامه الجميع وأننا لا نستطيع فى هذا المقام أن نغض الطرف ونتغافل عن الدور الحيوى والمحفز الذى لعبه الجندى المجهول المساهم فى هذا النجاح للحارس الحضرى الكابتن فكرى صالح الذى استطاع أن يعيد الحضرى إلى سابق عهده وحجز مقعد أساسى داخل صفوف المنتخب الوطنى، وقد ظهر ذلك جليا من خلال الدفعة المعنوية الكبيرة له من خلال التدريبات ولقاءات نادى وادى دجلة فدائماً كان يشجعه ويرفع من روحه المعنوية ويثنى على أدائه والتزامه الأمر الذى أثر بلا شك فى مسيرة الحارس العملاق وجعله يستعيد عرينه كعنصر أساسى بصفوف المنتخب الوطنى وأن يحطم جميع الأرقام القياسية وأقنع الجميع من خلال أدائه المتميز وأنه يستحق هذه المكانة عن جدارة واستحقاق من خلال المساهمة الفعّالة فى تحقيق النصر وإسعاد الجماهير المصرية..
 
لقد استطاع الحضرى أن يجعل من نفسه أيقونة نجاح فريدة وقد ضرب المثل الواضح أنه بالجد والإخلاص فى العمل يستطيع الفرد أن يُحدث المستحيل وأن السن ليس إلَاّ رقماً مدوناً فى بطاقة الرقم القومى فقط، فرغم جميع الانتقادات التى وجهت إلى الحارس العجوز وتعالت الأصوات تطالبه بالاعتزال إلاّ أنه اجتاز جميع الاختبارات الصعبة والمستحيلة واستطاع أن يجعل من هذه المطالبات تحدٍ جديد له وعزيمة لمواصلة مسيرة النجاح وصنع تاريخ له ولوطنه غير عابئ بالنقد الهدام. 
 
كذلك ومن ناحية أخرى فقد استطاع صاحب الأربعة والأربعين عاماً أن يبث روح البطولات داخل زملائه فى صفوف المنتخب الوطنى وأن يقوم باستفزازهم لإخراج أفضل ما لديهم لتقديمه إلى الوطن الأمر الذى لمسه الجميع سواء عند جلوسه على مقاعد البدلاء وكذلك عند مشاركته وكأن الله سبحانه وتعالى يكافئه بعد أخذه بكافة الأسباب واستعداده الجيد وجاهزيته للمشاركة فى أى توقيت وقد استطاع أن يثبت أنه على قدر المسئولية وأن رصيده لم ينفذ بعد..
 
 فمما لا شك فيه أننا بحاجة فى هذه الفترة التى تُعَد جد هامة لمصرنا الحبيبة عقب ثورتى يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ ووسط حالة من حالات الارتباك المجتمعى الناتج عن الزخم الثورى الذى لم يهدأ بعد إلى تعميم مثل هذه الإرادة والروح والمثابرة على العمل الجاد على كآفة مؤسسات الوطن لتحقيق النمو المستهدف للدولة المصرية والارتقاء بالمستوى الاقتصادى وتحسين الصناعة الوطنية للحاق بمصاف الدول المتقدمة فمن خلال هذه النماذج فى المجتمع تستطيع الدولة المصرية أن تُحدث الفارق وأن تكون نموذجاً فريداً ليس فى منطقة الشرق الأوسط فحسب بل على مستوى العالم فهى لديها المقومات الطبيعية والبشرية التى تُمثل ركيزة هامة للانطلاق نحو هذا الهدف المنشود.
 
فتجربة حارس مصر التاريخى عصام الحضرى يجب وأن نتوقف عندها فهى تمثل نموذجاً مختلفاً يتعين الاستفادة منها وتعليم الشباب أنه "وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" وكذلك وعلى خلاف ما علمونا فى المدارس أنه : تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن لكن لم يعلمونا أبيات الشعر القائلة :"تجرى الرياح كما تجرى سفينتنا..نحن الرياح ونحن البحر والسفن ُ..إن الذى يرتجى شيئاً بهمّتهِ..يلقاهُ لو حاربَتْهُ الانسُ والجن..فاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها..تجرى الرياح كما أرادت لها السفن ". 
حفظ الله الوطن وتحيا مصر






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة