دراسة إيرانية تكشف استراتيجية طهران فى سوريا.. توصى بالتخطيط للحصول على مكانة فى مستقبل سوريا ولو بخطة مارشال.. "أستانة" ثانى مفاوضات تخوضها إيران.. وعلى طهران لعب دور فى العملية السياسية

الأربعاء، 25 يناير 2017 02:43 ص
دراسة إيرانية تكشف استراتيجية طهران فى سوريا.. توصى بالتخطيط للحصول على مكانة فى مستقبل سوريا ولو بخطة مارشال.. "أستانة" ثانى مفاوضات تخوضها إيران.. وعلى طهران لعب دور فى العملية السياسية وفد إيران فى مؤتمر أستانة
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خرجت دراسة إيرانية حديثة، بتوصيات لطهران بالتخطيط للحصول على مكانة فى المستقبل السورى، نظرا للأهمية التى تتمتع بها دمشق لدى طهران، لا سيما فى مرحلة عقد مفاوضات أستانة.

 

واعتبرت الدراسة التى أعدها الباحث سيد أحمد حسينى ونشرها مركز الدبلوماسية الإيرانية التابع لوزارة الخارجية، أن الملف السورى يعد التجربة الثانية التى تخوضها إيران فى مفاوضات متعددة الأطراف بعد المفاوضات النووية، والتى اعتقدت الدراسة أنها "سوف تحدد مكانة إيران الإقليمية"، وحذرت من الأهداف الرامية لتراجع إيران عن المكانة التى حققتها فى سوريا، وأوصى الباحث بلاده بالتحلى بالدقة والوعى الضرورى فى هذه المرحلة.

 

وأوصت الدراسة طهران بالإسراع فى التحرك الدبلوماسى، ورفع مستوى المساومات والتواصل مع الدول وشركاء طهران الإقليميين، وعدم انتظار الآخرين. واعتبرت الدراسة أن طهران نجحت فى إدارة الملف السورى نتيجة لاستغلال كافة الإمكانات وقدرات الأفراد والمؤسسات فى طهران.

 

ولفت الدراسة إلى أن طهران قوة مؤثرة فى سوريا، قامت بمأموريات كبرى حتى هذه المرحلة من أجل إقرار السلام والاستقرار الدائم فى المنطقة، لذلك علينا تحويل هذه الانجازات إلى عناصر تفاوضية قوية موثوق فيها، وأن نلعب دورا فى العملية السياسية فى سوريا بكل ثقة، على حد تعبيرها.

 

تعاون طهران مع الحكومة السورية

وأوصت الدراسة طهران لمد جسور التعاون الوثيق مع الحكومة السورية، والمضى قدما فى تعزيز القدرة التفاوضية للسوريين، والتأكيد بشكل دائم على دور ومكانة الشعب السورى فى تقرير مصيره.

 

وأضافت، أن طهران تحملت الصعاب والتضحيات وقدمت دماء كثيرة فى الأزمة السورية كى تصل إلى هذه المرحلة، وأثنت على إدارة طهران لهذا الملف التى اختلفت عن سلوكها فى الموضوعات السياسية الأخرى، مشيرة إلى أن ذلك من الممكن أن يؤثر على الداخل الإيرانى ويبعث الأمل والهدوء ويوفر أرضية للتوافق الاجتماعى فى إيران.

 

جهود طهران للحصول على مكانة فى مستقبل سوريا

وأوصت الدراسة طهران بأن تبذل جهدها وتخطط بجدية للحصول على مكانة فى المستقبل السورى، ملوحة بخطة مارشال التى أطلقتها بعض الدول (على غرار الاتفاق الغربى لمساعدة أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية).

 

وأشارت إلى مباحثات أستانة التى تجرى فى العاصمة الكازخستانية، قائلة إن كافة اللاعبين فى الملف السورى يتسارعون لتحقيق أهدافهم، والاتصالات المكثفة تجرى على قدم وساق بين عواصم تلك الدول. وحذرت الدراسة من تهميش طهران، قائلة أن لحن التطورات على الساحة السورية بات سريعا، ويتم إبعاد أى طرف يتأخر فى قراره ليحل محله دولا أخرى. وأشارت الدراسة إلى تغيير دور وسلوك الدول المعنية بسوريا، لأسباب منها حقيقة الأزمة نفسها ووقوع بعض اللاعبين الدوليين فى مأزق، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة مشغولة بعملية انتقال السلطة فى سوريا ولا يعلم أحد السياسة التى سوف ينتهجها ترامب وفريقه، واعتبرت أن المملكة العربية السعودية والدول العربية ابتعدت بشكل مفاجئ، كما لو كانوا قد منحوا دورهم إلى تركيا باحثين عن طريق للخروج من المأزق على حد وصفها.

 

وألمحت الدراسة إلى لاعبين آخرين فى سوريا وهما روسيا وإيران، التى دخلت الأزمة السورية بقرار استراتيجى ومنعت إسقاط سوريا واستيلاء الجماعات الإرهابية التكفيرية والمتشددين عليها، ووصلت إلى مكانة هامة فى المشهد السورى.

 

مكانة سوريا للاعبين الدوليين

وقالت الدراسة أن سوريا تعد أخر المعاقل بالنسبة لروسيا فى الشرق الأوسط، لذا تسعى موسكو لاستعراض قوتها عبر التدخل العسكرى فضلا عن القوة الناعمة والدبلوماسية، لرسم صورة جديدة لها فى الشرق الأوسط ودول جوارها. أما إيران فلديها علاقات قوية مع سوريا التى تعتبر حليفها القديم.

 

وحول مشاركة الولايات المتحدة فى مفاوضات أستانة قالت الدراسة أنه متوقع من موسكو أن تعمل على تفهيم الإدارة الأمريكية وفريقها الجديد لحقائق المنطقة وسوريا، مشيرة إلى تعقيدات وصعوبات كبيرة فى المنطقة وسوف يدرك المسئولين الأمريكيين والفريق الجديد أن مرحلة العمل والإدارة تختلف كثيرا عن مرحلة الشعارات والانتخابات والدعاية، مشيرة إلى أن الإنجاز الحقيقى من المفاوضات سيكون إدراكهم دور ومكانة طهران، وتأمل أن تحدد واشنطن سياسة خارجية مع طهران وفقا لرؤية واقعية.

 

وأوصت الدراسة المسئولين الإيرانيين التأكيد المستمر على العملية السياسية "السورية – السورية"، والسماح للشعب السورى أن يقرر وفقا لمصالحه ومنطقه، محذرة من الكلمات والمواقف التى تخرج من طهران، وأكدت على أنه فى هذا المجال ينبغى على إيران أن تكون رائدة وتؤكد وتصر بشكل علنى على مواقفها، كى يتم الاعتراف بحق شعوب المنطقة فى تحديد مصيرها.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة