محمود حمدون يكتب : صديقى العزيز والساعة الذهبية

الثلاثاء، 24 يناير 2017 10:00 ص
محمود حمدون يكتب : صديقى العزيز والساعة الذهبية ساعة ذهب غالية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بحذر بالغ، نظر حوله حتى يتأكد من عدم وجود متطفلين، ثم أخرج من جيبه ساعة يعلوها التراب، وإن كان لها بريق ذهبى لا تخطئه العين.

قال : بربك كم تساوى هذه الساعة ؟

أخذتها، قلبّت فيها ذات اليمين وذات اليسار، حاولت قراءة بياناتها المحفورة على ظهرها، وتلك المطبوعة على حوافها من الداخل، قلت له : تعرف إنى لا خبرة لى بمثل هذه الأشياء، لكن يبدو ممّا كُتب عليها أنها " ماركة أصلية " ويبدو وفى ضوء معلوماتى المتواضعة أن ثمنها كبير .!

- صدقت فهى علامة تجارية شهيرة فى الساعات " كارتيير " وهى من الذهب الخالص عيار 24 ، مرصّعة بالماس من الداخل، وثمنها كبير، لا يمكن لأمثالنا أن يحصوه عددا .

إذن كيف ومن أين حصلت عليها ؟ ومن أين لك بثمنها وأنت مُعدم فقير كحالنا جميعا ؟! وكما نعلم عنك، فأنت لا تنحدر من أسرة تركت لك إرثا أو دخلا ، عذرا لسؤالى فأنت من بدأت الحوار وأريتنى الساعة .

قال : الحق ولا أخفيك قولا، فقد رأيتها ملقاة فى التراب والوحل لدى أحد الباعة من الصبية الصغار فى أحد الأسواق يوم الجمعة الماضية قبيل الصلاة، وقد التقطتها وقرأت المحفور والمطبوع عليها من تفصيلات وعاينتها جيدا، ثم ساومت الصبى البائع على ثمنها، ونفحته جنيهات عشر لقاء ثمن لها، فتركها وفرح بالنقود.

إذن هى من المسروقات، أو ضائعة، ولها صاحب ولعله يتحسّر عليها الآن، فالأولى أن تسلّمها للشرطة بمحضر رسمى لإخلاء مسئوليتك وإبراء ذمتك من مال هو مؤكد حرام قطعا .

أسلّمها للشرطة ؟ ساعة من الذهب الخالص المرصّعة بالألماس، لا صاحب معلوم لها، أسلمّها بغبائى للشرطة ؟

 ثم قال صديقى العزيز، وارتسمت على وجهه علامات تدل على الشفقة والسخرية مما قلت : إنك لأحمق أكثر مما تصورت ومما قيل لى، ثم ذهب و تركنى ولم يدفع حساب قهوته متعللا بعدم وجود فكة فى جيبه .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة