"زلزال ترامب" يربك حسابات المال والأعمال بعد الخروج من الشراكة عبر المحيط الهادى.. مؤيدون: يحمى الصناعة وعمال أمريكا.. معارضون: يفتح الباب أمام نفوذ منفرد للصين.. وتليجراف: مسمار أخير فى تركة أوباما

الثلاثاء، 24 يناير 2017 08:34 م
"زلزال ترامب" يربك حسابات المال والأعمال بعد الخروج من الشراكة عبر المحيط الهادى.. مؤيدون: يحمى الصناعة وعمال أمريكا.. معارضون: يفتح الباب أمام نفوذ منفرد للصين.. وتليجراف: مسمار أخير فى تركة أوباما
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنفيذاً لوعوده قبل تولى منصب رئاسة الولايات المتحدة، بحماية حقوق العمال من خطر العولمة، سحب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بلاده رسمياً من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، التى كانت قيد التفاوض بين 11 دولة آخرى، ليثير حالة من الجدل قبل انتهاء أسبوعه الأول داخل البيت الأبيض.

 

وفيما أيد مراقبون الخطوة، واعتبروها تصب فى صالح الصناعة الأمريكية، وتحمى العمال، اعتبر عدد من وسائل الإعلام الأمريكية القرار بمثابة انسحاب للنفوذ الاقتصادى الأمريكى من آسيا، ومنح الصين فرصة لملئ فراغ ما كان له أن يظهر لو استمرت واشنطن فى مثل هذه الاتفاقية.

 

وفى تعليق لها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن قرار ترامب "مكَّن الصين من توجيه التوازن الجيوسياسى فى آسيا لصالحها"، مشيرة فى تقرير لها الثلاثاء إلى أن إنهاء مشاركة أمريكا فى مشروع الاتفاقية التى لم يتم التصديق عليها بعد من قبل الكونجرس،  يعد بمثابة انهيار لتركة الرئيس السابق باراك أوباما التى كان يسعى من خلالها على تأكيد النفوذ الأمريكى فى آسيا وسط صعود النفوذ الصينى.

 

وكان أوباما قد قال فى تصريح سابق قبل مغادرة البيت الأبيض: "لا يمكن أن نترك دول مثل الصين تصيغ منفردة قوانين الاقتصاد العالمى، يجب علينا أن نصيغه نحن بأنفسنا".

 

الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما خلال اجتماع للشراكة عبر المحيط الهادئ فى 2011

الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما
 

وأشارت الصحفية فى تقريرها إلى أن إلغاء الاتفاقية عارضه نواب فى الكونجرس، وخبراء اقتصاديين وعدد من العاملين فى قطاع الزراعة، موضحين أن مثل هذا القرار سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل البلاد.

 

وتعتبر الشراكة عبر المحيط الهادئ مشروع اتفاقية تجارية حرة، يهدف إلى تعميق الروابط الاقتصادية وتقليص حجم التعريفات الجمركية بين الدول الأعضاء وهم  11 دولة من بينها أستراليا، وبرونى وكندا، وتشيلى وماليزيا، والمكسيك ونيوزيلاندا وبيرو، والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وفييتنام.

 

وسبق أن انتقدت المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلارى كلينتون الاتفاقية خلال حملتها الانتخابية، على الرغم من دعمها فى بداية الإعلان عنها. كما انتقد الاتفاقية منافسها اليسارى فى معسكر الحزب الديمقراطى "بيرنى ساندرز"، معتبراً أنها "مشروع نخبوى ضد المواطن الأمريكى العادى".

 

من جانبها، قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن الانسحاب من الاتفاقية يمثل "المسمار الأخير فى نعش ما كان يأمل أوباما أن يكون تركة كبيرة"، وينسف محاولات تعزيز القيادة الاقتصادية الأمريكية فى محور آسيا. فيما قال "إدوارد ألدين"، عضو مجلس العلاقات الخارجية لشبكة CNN الأمريكية "إن ترامب أعطى الصين دون مقابل مصدرا هائلا للضغط".

 

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن التراجع عن مشاركة أمريكا فى الاتفاقية يعطى بكين فرصة لملئ الفراغ فى آسيا، مضيفة أنه منذ انتخاب ترامب "تحولت الفلبين وسنغافورة وماليزيا نحو الاتفاقية المقترحة من قبل الصين وهى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة".

 

وقال "هارى كازيانيس" مدير قسم دراسات الدفاع بمركز المصلحة الوطنية فى واشنطن لوكالة رويترز، إن ترامب يتعين عليه أن يجد وسيلة بديلة لطمأنة الحلفاء فى آسيا.

 

فى حين قال السناتور "جون ماكين" على حسابه على "تويتر" إنه يعتبر قرار الانسحاب "قرارًا خاطئًا وخطأ فادح ستكون له عواقب دائمة على اقتصاد أمريكا وموقعها الاستراتيجى فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، مضيفًا أن القرار من شأنه أن يقلل فرص تعزيز الصادرات الأمريكية، وإمكانية فتح أسواق جديدة، كما سيخلق الانسحاب، على حد قوله، فرصة للصين لإعادة صياغة القواعد الاقتصادية على حساب العمال الأمريكيين.

 

تغريدات جون ماكين على قرار الانسحاب من الاتفاقية

john
 
john 2
 

كما حذر خبراء اقتصاديون بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست من أن اقتراحات ترامب لفرض رسوم جمركية على السلع الواردة من المكسيك والصين "قد يأتى بنتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكى عن طريق التسبب فى ارتفاع الأسعار وإشعال حرب تجارية".

ونقلت الصحيفة عن سفير أمريكا السابق لدى روسيا "مايكل ماكفول" قوله إن "ترامب منح الصين نصرًا كبيرًا مجانًا".

وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أعرب مجموعة من المزارعين عن غضبهم بسبب انسحاب أمريكا من الاتفاقية التى كانوا يعولون عليها لبيع وفرة من  المنتجات الزراعية الأمريكية فى الأسواق الجديدة. وكان المزارعون الأمريكيون قد قدروا أن الشراكة عبر المحيط الهادئ كانت ستضيف 4.4 مليار دولار سنويًا للقطاع الزراعى بأمريكا، وتطمئنهم خلال سنوات الركود فى أسعار المحاصيل وأرباح الزراعة. وكان قد تراجع صافى الدخل الزراعى العام الماضى إلى أدنى مستوى له منذ عام 2009، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.

وبعد التوقيع على القرار، الذى وصفه ترامب بأنه "شى جيد للعامل الأمريكى"، قالت أستراليا ونيوزيلندا أنهما يأملون المضى قدمًا لتنفيذ الشراكة من خلال تشجيع الصين والدول الآسيوية الأخرى على الانضمام لها بعد خروج أمريكا منها، بحسب وكالة رويترز البريطانية.

وقال رئيس الوزراء الاسترالى "مالكوم تيرنبول" إن خروج أمريكا "خسارة كبيرة لا شك" ولكنه أعرب عن أن هناك "إحتمالية لانضمام الصين إليها".

رئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تيرنبول

-رئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تيرنبول
 

 

كما أشار رئيس وزراء نيوزيلندا "بيل انجليش" إلى أن دولته ليس لديها خيارات كثيرة مثل أمريكا، مؤكدًا على أهمية استمرار الاتفاقية.  فيما قال "زيجمار جابرييل" الوزير الاتحادى للشئون الاقتصادية والطاقة ونائب مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل إن بلاده سوف تستفيد من أى فرص تجارية فى آسيا أو أمريكا الجنوبية تركتها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

زيجمار جابرييل نائب مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل

نائب مستشارة ألمانيا زيجمار جابرييل
 

ونقلت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية عن تصريحات "جابرييل" لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: "فى حالة أن بدء ترامب حرب تجارية مع آسيا وجنوب أمريكا، فإن ذلك سيفتح فرص بالنسبة لنا". 

 

فيما أوضحت سنغافورة، واحدة من أكبر الخاسرين المحتملين من الركود فى التجارة العالمية، أنها سوف تدفع لتنفيذ الاتفاقية حتى من دون الولايات المتحدة، وفقًا لموقع بلومبيرج الاقتصادى الأمريكى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة