بالصور.. الإهمال يضرب آثار بنى سويف.. والزوار ينقشون أسماءهم

الثلاثاء، 24 يناير 2017 06:17 م

تشويه هرم ميدوم الأثرى

بنى سويف - هانى فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن يعلم أجدادنا الفراعنة أن آثارهم التى شيدوها، ستتحول لمجرد مبان يكتب الصبية أسماءهم على جدرانها، فى ظل إهمال شديد من قبل مسئولى السياحة والآثار.

إهمال جسيم يتحمله المسئولون عن منطقة هرم ميدوم، بعدما عبث الأطفال بجدران الهرم من الداخل، وعبث الإهمال بواحته التى تحولت إى خرابة ومقلب للقمامة، ملأتها الحشائش والأعشاب التى تسكنها الكلاب والحيوانات الضالة.

وعلى الرغم من أن منطقة واحة ميدوم تعد المنطقة الأساسية الأولى للسياحة داخل المحافظة، كونها تحتوى على أقدم الأهرامات الفرعونية على مستوى الجمهورية، إلا أنه على مدار سنوات عدة، تولى خلالها العديد من المحافظين زمام الأمور بالمحافظة، والذين أعلنوا مراراً وتكراراً تطوير منطقة واحة هرم ميدوم، لم تنفذ تلك البيانات والتصريحات على أرض الواقع، إلى أن جاء المهندس شريف حبيب المحافظ الحالى والذى وضع خطة لتطوير المنطقة وبدأت ملامح خطته تظهر على أرض الواقع من خلال زيارات وزير الآثار ومسئولى السياحة للمنطقة، للتطوير الفعلى.

سلبيات داخل هرم ميدوم ونقش أسماء على الجدران

"اليوم السابع" تجولت داخل منطقة هرم وواحة ميدوم ورصدت بعض السلبيات التى تدل على تراخى وزارتى الآثار والسياحة فى حماية وتطوير الهرم والواحة.

وفى جولة لكاميرا "اليوم السابع" داخل هرم ميدوم رصدنا انتشار الكتابات التى نقشها صبية لم يجدوا من ينبههم على أهمية الهرم الأثرى، حيث انتشرت كتابة الأسماء والعبارات على جدران الهرم من الداخل، كما اكتست أرضية الهرم بزجاجات المياه الفارغة وفضلات المأكولات.

غياب المرشدين وعدم وجود كاميرات مراقبة

وقال "أحمد محمد" طالب بمدرسة صفط الإعدادية التابعة لإدارة الواسطى التعليمية "الهرم يعد من الآثار الفرعونية العريقة التى درسناها فى كتب التاريخ، إلا أن المشكلة تتمثل فى عدم الترويج له، وعدم وجود مرشدين داخل الهرم لإعطاء المعلومات التاريخية عن الهرم".

وتابع زميله محمود "المشكلة أن أغلبية الأطفال والتلاميذ الذين يزورون الهرم لا يعلمون أى معلومات عنه، والمفترض أن يكون هناك مرشد سياحى، إلا أننا فوجئنا "بعسكرى الآثار" هو من يقوم بإرشادنا عن الهرم".

فيما أكد مشرف الرحلة المدرسية أنه على الرغم من الجهود التى تبذلها الدولة لتطوير السياحة ودعمها، إلا أن التطوير لم يصل إلى منطقة هرم ميدوم، فعدم وجود كاميرات مراقبة ومرشدين من الآثار والسياحة داخل الهرم، دفعت بعض الصبية والأطفال لنقش أسمائهم وبعض العبارات داخل الهرم، وتشويه الآثار الفرعونية الجميلة التى يأتى إليها السائحين من كل بقاع العالم.

كلاب ضالة فى محيط هرم ميدوم

وخارج الهرم الفرعونى العريق انتشرت الكلاب الضالة والمومياء المتهالكة التى أصبحت معرضة للسرقة فى ظل عدم حمايتها أو وضعها فى أماكن مؤمنة بدلا من تركها فى العراء معرضة للسرقة، وعلى بعد أمتار قليلة توجد واحة هرم ميدوم، تلك الواحة التى تحولت إلى صحراء جرداء، بعدما أصبحت أطلالا وخرابة كبيرة.

واحة هرم ميدوم خرابة

فالواحة تحولت لمنطقة مهجورة ولم يتبق بقايا منها سوى بقايا تندات ومقاعد متهالكة، واللافتات الاسترشادية ملقاة على الأرض، وبقايا الألعاب دالة على وجود منطقة ترفيهية تحولت إلى منطقة مهجورة.

ويقول "صبرى على" من أهالى قرية هرم ميدوم "المنطقة تحتاج لتطوير شديد، فالواحة لم يتبق منها سوى بقايا أشجار، ذبلت وقتلت نتيجة لعدم الاهتمام بها وتحولت إلى حشائش أعشاب تسكتها الكلاب والحيوانات الضالة، مشيراً إلى أن ملعب الكرة الثلاثى الموجودة بالمنطقة تهشمت أضوائه، وتحطمت أرضيته نتيجة للإهمال.

وأضاف محمود سمير من مدينة الواسطى "يجب على الدولة الاهتمام بالمنطقة وتطوير واحة هرم ميدوم، وإقامة مدينة ملاهى ترفيهية من أجل جذب السياحة للمنطقة، فليس من المعقول أن تأتى الرحلات من أجل زيارة الهرم دون وجود منطقة خضراء للاستراحة والجلوس بداخلها وقضاء بقية اليوم بها.

محافظ بنى سويف: خطة لتطوير الهرم

من جانبه أكد محافظ بنى سويف المهندس شريف محمد حبيب أهمية تطوير واحة ميدوم بهدف تشجيع الاستثمار السياحى باعتباره ركيزة أساسية لتوفير فرص العمل وتخفيض نسبة البطالة من خلال إزالة أى عوائق أمام الاستثمار وتنمية الاستثمار السياحى وتنشيط سياحة اليوم الواحد من خلال رحلات النوادى والمدارس والجامعات.

وأكد المحافظ تطوير منطقة هرم ميدوم سياحياً قريباً، حيث إن هناك مقترحا وتصورا لتنمية الواحة سياحياً واستغلالهما فى الترويج السياحى للمنطقة بصفة خاصة وللمحافظة بصفة عامة، مشيراً إلى أن المحافظة نظمت فعاليات اليوم السياحى، حيث تمت زراعة أشجار الزيتون بواحة ميدوم مركز الواسطى، وذلك ضمن مبادرة زراعة 3 ملايين شجرة زيتون تحت شعار "بنى سويف بلد السلام".

من جانبه قال المهندس عمرو ذكى مدير عام آثار بنى سويف، أن منطقة هرم ميدوم شهدت بعض التعديات عقب ثورة 25 يناير تمثلت فى سرقة وتكسير كشافات أعمدة الإنارة، وإتلاف اللوحات الاسترشادية، مشيراً إلى أن الوزارة بصدد إعادة تجميل المنطقة مرة أخرى.

وأضاف مدير آثار بنى سويف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كلية الآثار جامعة القاهرة، وضعت خطة لتطوير المنطقة وإعادة تهيئة مصطبة الهرم مرة أخرى، مشيراً إلى أن خطة التطوير تشمل تخصيص أماكن لوقوف السيارات وإعادة تطوير اللوحات الاسترشادية.

مؤكداً أنه جار دراسة وضع كاميرات مراقبة داخل الهرم بما لا يشوه المظهر الجمالى للهرم من الداخل، مناشداً زائرى المنطقة بالمحافظة على الأثر الفرعونى العظيم.

وأكدت رانيا محمد مدير عام إدارة السياحة ببنى سويف أن وزارة الآثار رفضت إقامة إى منشآت أو استثمارات تقوم فى مبانى خرسانية فى نطاق واحة هرم ميدوم، على مساحة 10 أفدنة المخصصة لإدارة السياحة، خوفا من تعرض الهرم لأى أضرار سواء من المبانى أو من الصرف الصحى.

وأضافت أن السياحة تمتلك 10 أفدنة بمحيط واحة ميدوم، وكانت الآثار قد وافقت على إقامة مبانى استثمارية كدور واحد لتنشيط السياحة بالمنظفة، إلا أن وزارة الآثار تراجعت عن قرارها ومنعت إقامة أى مبانى فى محيطها، مشيرة إلى قيام محافظ بنى سويف بالتواصل مع وزارة الآثار من أجل الحصول على تسهيلات لزيادة الاستثمار بواحة هرم ميدوم.

وتابعت مدير إدارة السياحة أن واحة هرم ميدوم تتبع الوحدة المحلية لمركز ومدينة الواسطى، وخاطبنا المحافظة لإعادة تنجيل الواحة بالنجيل الأخضر وتوفير بعض الخدمات بها من أجل جذب السياحة الداخلية للمنطقة، مشيرة إلى أنه تم عقد أكثر من مزاد علنى للمستثمرين من أجل أنشاء منطقة ترفيهية ولم يتقدم لها أحد.