شحات خلف الله عثمان يكتب : لقد كان حلماً

السبت، 21 يناير 2017 06:00 م
شحات خلف الله عثمان يكتب : لقد كان حلماً شخص نائم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأحلام كثيرة والأمنيات أكثر وتبقى تلك الظاهرة محيرة فى الإدراك البشرى، هى سلسلة من التخيلات والأحداث التى تراودنا فى لحظات النوم، ربما تكون منطقية وربما أيضا تكون غير منطقية من المنظور البشرى المعتاد حسب المعطيات والوسائل المتاحة.

هناك فئات من البشر لديها الأحلام مؤشرات لما سيقع فى المستقبل القريب عقب الاستيقاظ من النوم الذى يسمى أحيانا بالحدس أو الحاسة السابعة، وفئات أخرى تسترجع شريط الأحداث اليومية بعد تخزينها فى العقل الباطن فى صورة شخوص ومواقف وكأنها فيلم سينمائى تم إخراجه على أيدى أكبر المخرجين وكتابة السيناريو كتبها سيناريست وقاص محترف .

الغالب الأعم فى تلك الأحلام من النوع الخيالى غير المقبول عقلا وكأن الحلم هنا هو المتنفس الوحيد الذى نستطيع من خلالها تحقيق الطموحات والأمال والأهداف والأمنيات التى نتمناها فى الواقع ونعجز عن تنفيذها لإسباب كثيرة منها العجز والكسل والتراخى .

هناك أحلام أخرى يطلق عليها الكابوس أو الجاثوم وغالبا مرتبط بالمواقف السلبية فى الحياة اليومية أو تناول وجبات قبل النوم مباشرة دون أى نشاط بدنى ويستيقظ على أثرها الشخص وهو فى حاله يرثى لها وكأنه أوشك على مفارقة الحياة وأعاده الله مرة أخرى ليرى هل اتعظ من الدروس التى مر بها فى حياته منذ خروجه للدنيا حتى لحظة الاستيقاظ أم لم يتعظ .

ويبقى الحلم مرتبط دوما بالحالة النفسية للإنسان سواء كان مسروراً ، حزينا، طموحا، متشائما، متفائلا كون تلك الأفعال فى الذاكرة الداخلية للعقل البشرى تم تخزينها لا إراديا، فالعاقل منا من يدرك أن الأحلام قصة تعايشنا معها لحظات قصيرة ربما لا تتجاوز مدتها دقيقه لكنها احتوت على أحداث سنوات .

تبقى أيضا الأحلام أحلام فهى دوما تصطدم بصخرة الواقع لحظة الاستيقاظ من النوم وما علينا إلا التعايش مع الواقع والوسط المحيط بموارده وسائله المتاحة والبناء عليها لتنميتها وتطويرها وجعل تلك الأحلام الخيالية واقع ملموس .

ختاماً نحن من يصنع أحلامنا بتصرفاتنا وأفعالنا وهمتنا وتخطيطنا الجيد لحياتنا وذلك بالسعى الدؤوب والجهد الشاق فهى حياة عنوانها الكبد كما قال رب البشر [ لقد خلقنا الإنسان فى كَبَدْ ] وجميعنا سنعانى من الاختبارات والامتحانات فهى ابتلاءات ربانية فلنجعل مواقفنا وأحداثنا جديرة بأن تكون قابلة للتخزين فى العقل الباطن بصورة إيجابية وعند استيقاظنا سنقول الحمد لله لقد كان حلماً ولم يكن كابوساً وأجعل دوما أحلامك حقيقة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة