وائل السمري يكتب من جوانزا: الثقافة رأس الحربة والعام الثقافى" المصرى ـ الصينى" نموذجا.. هنا سبق الفن الاقتصاد.. وهنا التقى الشعبان متآلفان متحابان متعاونان فكان الإبهار عنوان مكتوب البنط العريض

الجمعة، 20 يناير 2017 06:17 ص
وائل السمري يكتب من جوانزا: الثقافة رأس الحربة والعام الثقافى" المصرى ـ الصينى" نموذجا.. هنا سبق الفن الاقتصاد.. وهنا التقى الشعبان متآلفان متحابان متعاونان فكان الإبهار عنوان مكتوب البنط العريض الرئيس السيسى والرئيس الصينى شى جينبينج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وائل السمرى
 
أستطيع أن أجزم بأنني على لم أرى في تاريخ مصر الثقافي ما هو أكثر إشراقا وحضورا من تلك الحالة المصرية الصينية الجذابة في هذا العام المبهج، قبل عام تقريبا حضرت فعاليات بداية تدشين العام الثقافي المصري الصيني في مدينة الأقصر الرائعة، وأمس حضرت فعاليات الختام في أحد أهم المقاطعات الصينية في جوانزوا، وما بين الحدثين عاش الشعبان قصة محبة على إيقاع الطبول ونغمات الكمان وتدفقات الشعر وتموجات الراقص، اندمج الشعبان في روح واحدة، مؤمنان بأهمية اللقاء الحضاري المستنير، حيث لا عنف، لا جهل، لا نكران، لا إغفال، حضارة شامخة كحضارة مصر، التقت بحضارة شامخة أيضا هي حضارة جمهورية الصين الشعبية، فكان الإبهار عنوانا مكتوبا بالبنط العريض.
 
نستطيع أيضا أن نرى أثرا لتلك المحبة الدافئة في كلمتي الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينج، والتي ألقاها نيابة عنها كلا من وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير الثقافة الصيني تساوي وي، فقد اتفق الرئيسان على أهمية اللقاء، واتفق الرئيسان على ضرورة الاتحاد، واتفق الرئيسان وحدة المصير، واتفق الرئيسان على أهمية تعاون البلدين، متخذين من الثقافة سبيلا، ومن طريق الحرير الرابط بين الشرق والغرب مددا، ليثبتا أن الثقافة لم تعد ذلك الكيان المعلب في خطب الزعماء والتي لا يورد ذكرها إلا على سبيل الوجاهة وإنما هي جسر حقيقي يجوز أن يصبح أساسا متينا لبناء علاقة غير قابلة للاهتزاز.
 
الشكر هنا واجب لكل من خططوا هذا العام ونفذوه على ما به من بعض الهفوات، لكن هذا لا يمنعنا من الإشادة بهم حينما نقيم الشكل الإجمالي للحدث المهم، بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي المصري عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينج، ووزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير الثقافة الصيني تساوي وي، والفنانة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصري واللواء حسن خلاف رئيس قطاع مكتب الوزير والسفير المصري بالصين أسامه المجدوب وطاقم السفارة المصرية المستشار الثقافي حين إبراهيم المسئولة الإعلامية هدى جاد الله والسكرتير الثاني خالد عطا الله، وكل من أسهم في تقارب شعبين عظيمين في مثل هذه الأحداث التي تنعش الروح وتشحن الذاكرة وتغير المفاهيم المغلوطة عند الجانبين.
 
يجبرنا العام الثقافي المصري الصيني على إعادة التفكير في ذلك الكنز الذي نملكه ولا نستغله، كنز الفن المصري الذي تركناه ولم يتركنا، وأهملناه ولم يهملنا، يطلق هذا العام ناقوس اليقظة لهذا المارد الذي لا نحسن استغلاله، فلا يفكر العالم في مصر إلا بالثقافة، ولا يعرف عنها شيء ليس مقرونا بحضارتها، ولا ينبهر بشيء بقدر انبهاره بفنها وتاريخها وحضارتها، وقد ظهر هذا جليا في حفل ختام العام الثقافي المصري الصيني، حيث كانت الأهرامات كلمة المرور لقلوب الصينيين، وكانت الملابس الفرعونية الأصيلة عنصر الأبهار الأهم، ولم يعجب الجمهور الصيني بشيء في العروض المصرية المقامة بقدر إعجاب بألحان سيد درويش التي صاغتها دار الأوبرا المصرية في "رقصة قومية" فكانت الكلمات تصدح "أنا المصري ..كريم العنصرين" فتشعل حماس المصريين الذي حضروا هذا الحفل، وتخبر الصينيين بأن هنا شعب له موسيقاه الأصيلة، وأن هنا شعب لم يتخلف عن الركب العالمي فأجاد في الفنون الحديثة ودمجها في شخصيته المتفردة، فلا وجود في المستقبل لمن لا يملك هوية تميزه بين العالمين، ولا وجود للمنسحقين التائهين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة