فى أمسية تاريخية للأمريكيين وللعالم، يستعد الرئيس الأمريكى المنتخب لدخول البيت الأبيض مساء غد، الجمعة، لتبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ الولايات المتحدة، وستتجه الأنظار إلى خطاب التنصيب الذى سيلقيه ترامب، وهو الذى يحظى بأهمية كبرى لأنه من المتوقع أن يكشف فيه عن رؤيته مثلما فعل أسلافه من قبل.
وكان ترامب قد نشر صورة له على حسابه على موقع المدونات المصغرة "تويتر"، وهو يستعد لكتابة الخطاب الذى سيلقيه أثناء تنصيبه، وقال فى التغريدة إنه يكتب الخطاب بنفسه مما آثار حالة من الدهشة لأنه يمثل اختلافا عما اعتاد عليه ترامب فيما يتعلق بخطاباته سواء أثناء الحملة الانتخابية أو بعد فوزه، حيث كان يلقى خطاباته بشكل ارتجالى، أو من نصوص أعدها له بشكل مسبق مستشاره لشئون السياسة ستيفين ميلر.
وعندما يقف ترامب على الجهة الغربية للكابيتول اليوم ليلقى خطاب تنصيبه، سيكون الجميع فى انتظار معرفة ما إذا كان سيقدم رسالة لوحدة أمريكا المنقسمة، أو أنه سيقرر التركيز على شخصيته كرئيس قادم من خارج المؤسسة السياسية فى واشنطن ويستعد لتغييرها.
وتأتى أهمية هذا الخطاب لأن ما يقدم فيه من شكل ومضمون ينبئ بالكثير عما ستكون عليه رئاسة الوافد الجديد إلى البيت الأبيض، وكان ترامب قال لشبكة فوكس نيوز أنه سيبدأ خطابه بتوجيه الشكر للجميع بمن فيم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وزوجته ميشيل لكونهما كريمين.
وفى حين أن ترامب استخدم خطاب الانتصار فى نوفمبر الماضى للتركيز على فكرة الوحدة، إلا أن تغريداته بعدها كشفت عن اتجاه آخر. ويقول بعض الخبراء إن ترامب فى موقف محرج باعتباره رجلا اعتبر أن يكون أساس خطاباته الازدراء وليس الاحترام.
وفيما يتعلق بمضمون الخطاب، قالت شبكة "سى بى إس" الأمريكية إن تحديد مفهوم شعار "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" سيكون الفكرة الرئيسية، وسيكون هناك هدفين أساسيين سيسعى ترامب إلى التأكيد عليهما، وهما الأمن والنمو الاقتصادى، ولن يكون المقصود بالنمو الاقتصادى توفير مزيد من فرص العمل، ولكن وظائف ذات أجور أفضل، ولاسيما فى قطاع التصنيع، وفيما يتعلق بالأمن، سيركز "ترامب" على خفض الخوف من الإرهاب وتأكيد على هزيمة داعش.
وعلى الرغم من تغريدة ترامب عن كتابة خطابه بنفسه، قالت "سى بى إس" إن مسودة الخطاب كتبها ستيفين ميلر، الذى كان مدير حملة ترامب لشئون السياسة أيضا، وساهم فيه كلا من كيلانى كونواى ورينيس بيربوس وستيف بانون، وسيستمر الخطاب ما بين 20 إلى 25 دقيقىة.
وتوقعت بعض الصحف الأمريكية إن يكون خطاب التنصيب مختلفا بشكل سابق عن الخطابات التى كان يليقها ترامب أناء حملته الانتخابي، وقال شون سبنسر، السكرتير الصحفى القادم للبيت الأبيض، إن الرئيس الجديد يريد أن يتحدث عن رؤيته إلى أين تسير بلاده، والمكان الذى تقف فيه الآن بشكل صريح.
وأشار سبنسر إلى أن ترامب مسئول تماما عما سيرد فى الخطاب، مشيرا إلى أنه حصل على مشورة بعض الأفراد، إلا أنه وجد أن هذا الخطاب أمر غالى وشخصى بالنسبة له، وأن هذه فرصته ليعبر عن رأيه بشأن الطريق الذى تمضى إليه بلاده.
ونقلت شبكة "سى إن إن" الأمريكية عن اثنين من مسئولى فريق انتقال السلطة تأكيدهم أن "ترامب" كتب مسودة الخطاب بنفسه، وكان قد أشار الشهر الماضى إلى أنه يخطط لفعل ذلك.
