خلال الأيام الماضية هناك ومازال يوجد جدلا دائرا على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن ما يسمى بالأم العزباء وأن هذا المسمى الجديد على مجتمعنا الشرقى وعاداتنا وتقاليدنا الموروثة بعيدا عن الدين إنما هو مصطلح يحمل الكثير من التساؤلات وكذلك يحمل فى طياته العديد من الأفكار التى من الممكن أن ترسخ لتوجه أو ثقافة لم يألفها المجتمع المصرى .
فأولا لابد أن نعرف ما هو مصطلح الأم العزباء أى التى تنجب اطفال من خلال علاقة بين طرفين وبالطبع الرجل يتخلى عن البنت ويتركها وحيده تواجه جميع العقبات والصعوبات فيما يخص الطريق الصعب لإثبات نسب الطفل والسير فى طريق الدهاليز القانونية والمحاكم لنيل حق الطفل فى اثبات نسبه من الرجل الذى كان جزء من تلك العلاقة .
البعض يرى أن تلك القضايا من هذا النوع ما هو إلا اختيار شخصى بحت وتدخل فى نطاق الحريات الشخصية واعتقد إننى أؤيد هذا المسلك فى إطار إبقاء تلك العلاقة ذات خصوصية فى نطاق أهل البنت وحدها بغض النظر على أن الموضوع فى أساسه من ناحية الدين والشرع له احكامه الثابتة والتى يعلمها الجميع فى هذا الشأن .
ولكن أن يتم التباهى بنشر صور البنت وطفلها على وسائل التواصل الاجتماعى ويتم العمل على الدعوة إلى دعمها على نطاق واسع على أنها شجاعة وقامت بالاحتفاظ بالطفل، وقررت أن تواجه المجتمع عوضا عن التخلص منه كما يحدث فى مثل تلك الحالات خوفا من تبعات هذه القضية وأثرها الممتد على عائلتها لأننا بالطبع نشأنا فى مجتمع ينظر إلى تلك القضية بنظرة تختلف عما هو معهود ومتعارف عليه فى الغرب .
أعتقد أن بمثل تلك الدعوة التى تؤيد وتتعاطف مع هذا النوع المسمى بالأم العزباء إنما أراه خطرا على المجتمع المصرى فى ترسيخ أو إدخال ثقافة جديدة على مفاهيم وعادات وتقاليد الشعب المصرى ولذلك أرى أنه من الممكن أن يكون عاملا مساعدا لمزيد من التحرر الجارف الذى طرأ على مجتمعاتنا الشرقية بسبب التطور التكنولوجى وجعل العالم قرية صغيرة وأخشى أن يكون هذا التوجه هو السائد بعد فترة من الزمن ولذا يجب التعامل مع تلك النوعية من الثقافة بحرص شديد لمواجهه هذا المد التحررى القادم من الغرب والغريب على المجتمع المصرى .
وهناك دور بالغ الأهمية يقع على عاتق الأزهر والكنيسة على حد سواء فى التوعية السليمة لشباب الوطن من خطورة تفشى هذا المسلك على نطاق واسع من خلال بيان أثره مجتمعيا ودينيا حتى يتم الحفاظ على تماسك الاسر وعدم اختلاط الانساب كما يحدث فى الكثير من الدول الغربية المتحررة من ناحية العلاقات وعدم وجود ضوابط حقيقية حتى فى نطاق الزواج فيما بينهم وهنا اقصد المجتمعات الاجنبية حتى لا يتم الخلط بين هذا وذاك.