لم تمر مصر فى عهدها الحديث بمثل هذه المحاولات من العبث بوحدتها الوطنية والنيل من تماسكها الاجتماعى مثل ذلك الذى يحدث الآن .
فقد كنا على يقين دائم وتفاخر مستمر بمصرنا لأنها تشكلت من نسيج واحد تداخلت فيه كل الأعراف والألوان والديانات لتصنع فى النهاية لوحة رائعة على نهر النيل الخالد، شاهد الحضارة الذى لا يغيب، الذى تحولت مياهه عبر مئات السنين وربما آلافها إلى دماء تجرى فى عروق أبناء كل من نهل منه دون تفرقة بسبب دين يعتنقونه، أو فكر يحملونه، أو عقيدة يؤمنون بها.
إن القول ونحن فى بداية عام جديد، أن مصر التى استكملت مظاهر التمدن باندماج أبنائها- بغير استثناء - فى دائرة الحياة المجتمعية، وهى التى نسميها خدمة ( الراية ) التى يلتف حولها الجميع، وتشكلت حضارتها من مختلف الديانات والأفكار والرؤى، لا يجب أن يكون بها حديث عن إقصاء أحد الأطراف فهو حديث جدلى القصد من ورائه تفكيك التواحد بين قطبين يشكلون المجتمع برمته..
يا أبناء مصر رفقا بهذا الوطن العظيم فى هذه الظروف البالغة الحساسية، فنحن جميعا مسلمين وأقباط ننتمى إلى وطن الحضارة المتعاقبة، وننتمى إلى شعب الروح المتجددة .