ناقشت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فى اجتماعها اليوم الأربعاء، سبل تفعيل السياحة الرياضية، من خلال استضافة عدد من البطولات والفعاليات الدولية، وفى هذا الإطار أكد المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، أن الموازنة العامة للدولة لا تتحمل عبء استضافة بطولات دولية، وتم إبلاغ رؤساء الاتحادات الرياضية بهذا الأمر، مشيرًا إلى أنه يتعين على من يرغب فى استضافة بطولة أن يتحمل تكاليفها بالكامل، ولن يكون لدى الوزارة ما يمنع فى هذه الحالة.
وأضاف "عبد العزيز"، فى كلمته خلال اجتماع لجنة الشباب والرياضة اليوم، برئاسة المهندس محمد فرج عامر،وبحضور مستشار وزير السياحة وعدد من مندوبى الحكومة، أن مصر حينما استضافت بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006 تم إنفاق 150 مليون جنيه على استاد القاهرة، لعمل شاشات عرض وكراسٍ جديدة بدلا من الكراسى الخرسانية التى كانت موجودة، ورغم أنها تعتبر من أنجح البطولات التى تم تنظيمها فى جمهورية مصر العربية، إلا أنها لم تحقق سوى 21 مليون جنيه مكاسب فقط.
خالد عبدالعزيز: بطولة كرة اليد الأخيرة لم تكسب ولم تخسر.. وتجربة الأهلى الأنجح
وكشف وزير الشباب والرياضة فى كلمته خلال اجتماع اللجنة، عن أن بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد، التى استضافتها مصر مؤخّرا، لم تحقق أرباحا أيضًا، ولكنها لم تخسر، إذ تم تخصيص 180 مليون جنيه لتطوير مجمع الصالات، ومن ثمّ فالأرباح تم توجيهها لتطوير الصالات، مؤكّدا أن الدولة لن تستطيع تحمل ميزانية إقامة بطولة دولية لن تحقق ربحًا منها، مشيدًا بتجربة النادى الأهلى فى استضافة بطولة الأندية للعبة "الجودو"، التى حققت أرباحا دون أن تكلف الدولة مبالغ مالية، رغم أن الوزارة كانت تنوى منحه 500 ألف جنيه، ولكن بعد نجاح التسويق وحقوق البث، أصبح فى غنى عن هذا المبلغ، ولم يخرج من خزينة الوزارة.
وأشار "عبد العزيز"، إلى أن اتحاد كرة القدم لم يكلف الموازنة العامة الدولة مبالغ مالية، حتى فى المباريات الودية التى يخوضها منتخب مصر، وكذلك اتحاد كرة اليد الذى بدأ يسلك هذا الاتجاه، مناشدًا اتحاد "الجودو" بالاعتماد على الجهود الذاتية حال رغبته فى استضافة بطولة العالم، وذلك حتى لا يكلف الدولة 50 مليون جنيه دون مردود، متابعًا: "قانون الرياضة الجديد سيمكن منظمات المجتمع المدنى والكيانات الاقتصادية من المشاركة فى ازدهار السياحة الرياضية، بالسماح لهم باستضافة عدد من البطولات الدولية على الأراضى المصرية".
وأكد وزير الشباب والرياضة فى كلمته، أن السياحة الرياضة موضوع مهم وحيوى، ولكن لا بد من بحثه بدقة، وتكاتف مؤسسات الدولة لتفعيل سبل تنشيطه، خاصة أنه من الممكن أن يكون مورد دخل إضافيا للدولة.
مستشار وزير السياحة: ندعم كل المسابقات الرياضية
من جانبه، قال محفوظ على، مستشار وزير السياحة، إن الوزارة تدعم جميع المسابقات الرياضية، ومنها على سبيل المثال بطولة الأمم الأفريقية، وبطولة "الجودو"، إلى جانب أن الوزارة عقدت اتفاق تعاون مع المجلس القومى للرياضة، ولكن هذا القرار ما زال حبرًا على ورق ولم يُفعّل حتى الآن.
وزير الشباب: السياحة الرياضية تحتاج تكاتف الكيانات الاقتصادية والمجتمع المدنى
وفى سياق متصل، أكد المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، أن السياحة الرياضة تحتاج تكاتف مؤسسات المجتمع المدنى مع الكيانات الاقتصادية ووسائل الإعلام، إلى جانب دور الدولة فى النهوض بها، قائلا: "الوزارة لوحدها مش هتعمل حاجة، والكوادر الموجودة فى الوزارة لن تنجح وحدها فى هذا الأمر، الموازنة العامة للدولة لا تكفى لاستضافة بطولات دولية، خاصة بعد قرار تحرير سعر الصرف، مع العلم أنه ميزانية الوزارة كما هى ولم تزد، وهذا الأمر يتطلب ضرورة تكاتف الجهات جميعًا لعودة السياحة الرياضية دون تحميل أعباء إضافية على الدولة".
وأشار وزير الشباب والرياضة، إلى أن القانون الحالى يعرقل تنظيم مؤسسات المجتمع المدنى والكيانات الاقتصادية للبطولات الدولية، ويتم هذا الأمر فى أضيق الحدود، مطالبًا بسرعة إقرار قانون الرياضة، لإزالة هذه العراقيل، والسماح لهذه الجهات بتنظيم بطولات مع الالتزام بالقانون، موضحا أن الأهلى خسر 6 ملايين جنيه حينما استضاف نادى برشلونة، وأن السبيل الوحيد لتفعيل السياحة الرياضية، إلى جانب تكاتف الجهات سالفة الذكر، ورفع أسعار التذاكر، مع العلم أن هذه الخطوة صعبة جدًّا، رغم أن أسعار التذاكر تصل فى بعض الدول الأجنبية إلى 50 يورو.