"البحيرة" نقطة الانطلاقة الأولى لزراعة الأرز بالتكثيف.. "الرى": نجاح التجربة يوفر 250 مليون متر مياه.. و"الزراعة" تستنزف الموارد المائية وتستهلك 63.5 مليار متر.. ولا إعفاء للمخالفين من الغرامات

الإثنين، 16 يناير 2017 01:33 ص
"البحيرة" نقطة الانطلاقة الأولى لزراعة الأرز بالتكثيف.. "الرى": نجاح التجربة يوفر 250 مليون متر مياه.. و"الزراعة" تستنزف الموارد المائية وتستهلك 63.5 مليار متر.. ولا إعفاء للمخالفين من الغرامات محصول الأرز + صورة أرشيفية
كتبت – أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد زراعة الأرز بالتكثيف، مجرد تجربة قاصرة على مساحة 100 فدان فى مركز المحمودية بل أصبحت معممة على مساحة 176 ألف فدان بمحافظة البحيرة بمراكزها الخمسة عشر، حيث ثبت أنها من التجارب الناجحة فى ترشيد استهلاك المياه التى يستنزفها محصول الأرز.

 

وعقد اجتماع أمس فى مكتبة دمنهور بحضور محافظ البحيرة الدكتور محمد سلطان، وعدد مع المزارعين ورؤساء الروابط والمعنيين فى المحافظة لشرح تجربة زراعة الأرز بالتكثيف وفوائدها بعد نجاحها العام الماضى، حيث تم الاتفاق على تطبيق نظام متابعة، وعقد اجتماعات دورية بين الرى والزراعة لنشر مبادئ ومفاهيم زراعة الأرز بالتكثيف بين الإرشاد الزراعى وتوعية المزارعين.

 

وأكدت الدكتورة إيمان سيد مدير عام الموارد المائية بقطاع التخطيط، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الوزارة تلقت مقترح بتنفيذ تجربة زراعة الأرز بالتكثيف فى محافظة الشرقية وسيتم دراسته.

 

الزراعة تستهلك 63.5 مليار متر مياه فى العام

من جانبه أكد المهندس عبد اللطيف خالد رئيس قطاع توزيع المياه بوزارة الموارد المائية والرى، أن قطاع الزراعة يستنزف الموارد المائية حيث يستهلك وحده حوالى 63.5 مليار متر مكعب فى العام، مشيراً إلى أن محصول الأرز وحده استهلك الموسم الماضى 13 مليار متر مكعب لمساحة بلغت مليون و000 ألف فدان.

 

وأضاف خالد فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الزراعات الشتوية تستهلك حوالى 35% من الزراعات الصيفية، وأن العائد من وحدة المياه فى الزراعات الشتوية الذى يزرع فيه" القمح والفول والبرسيم والبنجر" يحقق 6 مرات العائد من وحدة المياه فى الزراعات الصيفية بمعنى أن المتر المكعب مياه فى فصل الشتاء يحقق عائد للفدان 6 مرات المحصول الصيفى الذى يزرع فيه "الأرز والذرة والقطن ".

 

وأشار خالد إلى متوسط كمية المياه التى يتم اطلاقها يومياً من بحيرة السد العالى فى فصل الصيف تصل 240 مليون متر مكعب والذى نسميه فترة أقصى الاحتياجات، فى حين يتم ضخ 110 مليون متر مكعب يومياً فى فصل الشتاء "أقل الاحتياجات". وأوضح خالد أنه يتم سد العجز فى الفجوة بين المتاح والمستهلك والتى تصل إلى 20 مليار متر مكعب من المياه من خلال اعادة اسخدام مياه الصرف الزراعى بحوالى 13.5 مليار متر مكعب، والمياه الجوفية فى الوادى والدلتا 6.5 مليار متر مكعب، لافتاً إلى أن التلوث يحد من اعادة استخدام المياه ولذلك نطالب بمنع تلوث.

 

 وأكد خالد أن المساحة المصرح بزراعتها "أرز" فى محافظة البحيرة العام الحالى بلغت 176 ألف فدان، من إجمالى المساحة الكلية التى تم الاتفاق عليها 1.1 مليون فدان، مشيراً إلى أن زراعة الأرز بالتكثيف الموسم الجديد فى المحافظة سيقلل من المياه المستهلكة بنحو 20% والتى تقدر بـ 250 مليون متر مكعب فى حالة تعميم زراعته على مساحة المحافظة بالكامل. وأكد عبد اللطيف أن التجربة أثبتت زيادة الإنتاجية وتقليل كمية المياه، موضحاً أنه كلما زادت الإنتاجية يزيد وفر المياه وهو ما يساعدنا فى ترشيد الاستهلاك.

 

نائب محافظ البحيرة: نتعاون مع وزارتى الرى والزراعة لأننا محافظة زراعية

من جانبها قالت المهندسة نادية عبده نائب محافظ البحيرة أن هناك تعاونا كبيرا مع وزارتى الرى والزراعة، لأننا محافظة زراعية سواء كانت موسمية أو زراعات الفواكه والخضر، مشيرة إلى أنهم يضعوا نصب أن يكونوا على علاقات وثيقة بكافة الأنشطة فى الوزارات. وأضافت عبده، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المحافظة نفذت مشروعين مع وزارة الرى فى مدينة المحمودية، الاول لتحسين كفاءة منظومة الإدارة المائية ورفع فرص مجابهة تحديات الندرة المائية وذلك من خلال تحسين إدارة الموارد المائية الممول من مرفق البيئة العالمى "الجيف" لإيجاد حلول جذرية لمواجهة تحديات قضايا التلوث وإدارة المخلفات الصلبة بالإضافة إلى تحسين إنتاجية المياه.

 

وأشارت عبده إلى أن المشروع الثانى هو الأرز بالتكثيف فى مركز المحمودية على مساحة 100 فدان والتى توصلت إلى نتائج مبهرة حيث يتم تسوية الأرض بالليزر حتى لا تهدر مياه ويتم ترشيد استهلاكها، بالإضافة إلى أن مدة الزراعة أقل واستخدام الاسمدة أقل والتقاوى أقل والنتيجة أعلى بكثير من الزراعة العادية، مؤكدة أن هناك مزارعين حصلوا على إنتاجية 8 أطنان للفدان.

 

رئيس قطاع الرى: زراعة مليون و76 ألف فدان أرز الموسم القادم

من جانبه أكد المهندس هانى دعبس رئيس قطاع الرى بوزارة الرى، أن اجمالى المساحة المنزرعة بالأرز على مدار السنوات الماضية كانت مليون و76 ألف فدان ونتيجة عدم وضوح رؤية الموارد المائية تم تخفيض المساحة إلى 700 ألف فدان فى الموسم القادم، لكن تصاعدت المشاكل نتيجة اختفاء محصول الأرز من الأسواق وخوفاً من عدم كفاية الكمية التى سيتم زراعتها من تغطية احتياجات السوق من المحصول، اعيد طرح الأمر على المجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء، وقررت رفع مساحة الأرز هذا العام إلى مليون و300 ألف فدان ولم يتم الموافقة عليه وبعد مناقشات مستفيضة فى ضوء الموارد المائية والوضع المائى تم الاستقرار على العودة إلى نفس الزمام المصرح بها كل عام وهو مليون و76 ألف فدان وهذا الرقم يغطى احتياجات السوق المحلى وصدر قرار وزاى بتعديل المساحة فيه إلى هذا الرقم، ودخل حيز التنفيذ وتم توزيعه وأبلغت كافة الجهات "زراعة ورى ومحليات".

 

وأضاف دعبس فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن النواب طالبوا برفع غرامات مخالفات الأرز من على المنتفعين الموسم الماضى إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض، وهو ما تسبب فى أزمة مع معهم. وقال دعبس: نهدف إلى الالتزام بزراعة مساحة 176 ألف فدان والتى تم الاعلان عن زراعتها أرز بالتكثيف فى محافظة البحيرة، وذلك فى اطار ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من الهدر.

 

الجدير بالذكر أن تجربة زراعة الأرز بالتكثيف هى تغيير لعادات الزراعية الموروثة لدى المزارعيين وتحويله إلى طرق منتظمة فى الزراعة والشتل عن طريق تسوية الأرض بالليزر وتسطيرها ووضع البذور على مسافات متساوية، مما يحسن من حالة المحصول والإنتاجية الزراعية وخفض عمر الشتل من 30 يوما إلى 15 يوما لتقليل المياه المستخدمة فى المشاتل.

 

وكانت اللجنة العليا للأزر قد حددت المساحة المنزرعة منه فى الموسم القادم بـ 1.1 مليون فدان، مع حظر زراعته فى غير المناطق المصرح بها وتوقيع غرامات على المخالفين وإزالتها فوراً، حيث أن الزراعات المخالفة لهذا المحصول تستنزف كميات كبيرة من المياه على حساب المحاصيل الأخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة