حنان عمار تكتب : عندما يصبح التعليم والمعرفة وتطوير الذات هو الحل

الأحد، 15 يناير 2017 12:00 م
حنان عمار تكتب : عندما يصبح التعليم والمعرفة وتطوير الذات هو الحل طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خاض طه حسين معارك فكرية عديدة، يراها البعض فى حينها تحديًا غير مبرر للسائد المقدس، بينما رأى آخرون أطروحاته تعبر عن منهج جديد لمستقبل الأدب ؛ يقول طه حسين أحب أن أكون واضحًا وجليًا، وأن أقول للناس ما أريد قوله دون أن اضطرهم إلى أن يتأولوا، أُؤثر رضا العلم ورضا الضمير، على رضا الناس وإعجابهم وتصفيقهم، كان نقد طه حسين لاذعًا، حتى اجتمع العلمانيون والمتشددون على معاداته ؛ ومن أعماله الإبداعية رواية دعاء الكروان الناقدة والصارخة على العادات البالية المتخلفة عصرئذ، تبدأ القصة لأم وابنتيها فى رحلة عذاب، فى قرية ريفية بدوية جبلية متخلفة، يُقتل الأب فى حادثة شرف، فيطلب الخال من الأم أن تأخذ ابنتيها وترحل عن القرية البدوية هربًا من لعنة العار، وخوفًا من تلوكهم الألسن، وتصل الأم إلى قرية ريفية أخرى لكنها أكثر تحضرًا نسبياً، فتعمل آمنة عند مأمور المركز. 

بينما تعمل هنادى خادمة لدى مهندس الرى، وهو شاب أعزب مستهتر عابث زير نساء بالمفهوم الشعبى، فيما وجدت آمنة فى بيت المأمور لطفًا وحنانًا، خاصة لدى المأمور فتاة بمثل عمرها، أخذت تعلمها القراءة والكتابة والموسيقى، وتتسارع أحداث الرواية، فيوقع المهندس هنادى فى الحب ويغرر بها، حتى تحمل جنينًا منه، فتأخذ الأم ابنتيها وترحل من جديد، بعد أن أبلغت الخال الشرير، وفى طريق إحدى الواحات يُقتل الخال هنادى ويدفنها كما تقتضى العادات، فتصاب آمنة بجذع كبير، وتقرر العودة لبيت المأمور مجددًا راغبة فى الانتقام لشقيقتها، بينما تًجن الأم وقد فقدت ابنتيها، وفى بيت المأمور تتابع آمنة أخبار المهندس، حتى جاءت لها الفرصة للعمل خادمة لدى المهندس.

 

 وتتابع إصرارها على الانتقام، وفى إحدى الليالى وضعت له السم فى الكأس، وفى اللحظة الأخيرة ترمى الكأس من بين يديه ولا تستطيع القتل، فتغضب من نفسها بعد أن أخفقت فى الانتقام لشقيقتها، فتقرر الخروج من بيت المهندس، إلا أن زنوبة "المخدمة" تقترح عليها القتل بسلاح آخر وهو سلاح الحب، فتعود آمنة مجددًا لبيت المهندس، وتظل بالممانعة ولفت الانتباه حتى يقع المهندس فى حبها، وتتغير شخصيته ونمط حياته، ويركع لها طالبًا منها أن تقبل الزواج منه، لكنها ترفض وتصارحه بأنها أخت هنادى، عبر حوار مؤثر، فيشعر بالندم الشديد، ويطلبُ منها إصلاح الأمر، لكنها ترفض وتقرر الخروج من جديد بعد أن أخفقت فى الانتقام مرتين، وعند خروجها من البوابة الرئيسية، يصل الخال الشرير لقتلها ظنًا منه أنها سلكت مسلك أختها، فى اللحظة الأخير يفتديها المهندس بجسده متلقيًا الرصاص بدلاً عنها ،، يلخص طه حسين الداء والعلاج فى هذه الرواية، بأن الحل يكمن فى التعليم والمعرفة وتطوير الذات.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة